بسم الله الرحمن الرحيم
داعية القارة السمراء
درسَ الطبَ واختصَّ في كندا ثمَّ إنكلترا .
لكنَّ طموحَهُ في خدمةِ البشريّةِ والإنسانِ لمْ يكنْ ليرويَه عيادةٌ في حيٍّ منْ أحياءِ الكويت أو مَنشأةٌ طبيةٌ في بلدٍ من بلدانِ الخليجِ ولا حتّى مشفىً في دولةٍ من دُولِ أوروبا.
بدأَتْ رحلتُه في خدمةِ المرضى والفقراءِ في إفريقيا عندما ذهبَ إليها وكيلاً لإحدى المحسناتِ ببناءِ مسجدٍ في القارةِ السمراءِ، لكنَّ ما رآهُ هناكَ من جهل ٍبالدينِ والدنيا وفقرٍ مدقعٍ جعلَه يَمضي في عزمِه للتفرّغِ الكاملِ وإنفاقِ ما يملكُه للدعوةِ إلى اللهِ تعالى دعوةً متكاملةً يمضي بها على ثلاثةِ محاورٍ متوازيةٍ ومتناسقةٍ.
إنّهُ فارسُ العملِ التطوعيِّ ، وسفيرُ الخيرِ الداعيةُ الكويتي الطبيبُ عبدُ الرحمنِ السميطِ .
أكسَبَه اشتراكُه المبكّرُ في الكشّافةِ قدرةً على تحمّلِ المشاقِّ والصبرِ على شظفِ العيشِ، كما عُرِفَ منذُ مقتبلِ عُمرِه بحبِهِ لأعمالِ الخيرِ والبرِّ، حيثُ جمعَ معَ زملائِه في المرحلةِ الثانويةِ ثمنَ سيارةٍ اشتروها من مصروفِهم وكانَ يقومُ كلَّ يومٍ أحدُهم بنقلِ العمالِ البسطاءِ من وإلى أماكنِ عملِهم دونَ مقابلٍ.
تعلّقَ قلبُ الداعيةِ الكبيرِ بالقارةِ الكبيرةِ وبأهلِها وذلك بعدَ مطالعةٍ ميدانيةٍ عَرَفَ منها أنَّ ملايينَ المسلمينَ هناكَ لا يعرفونَ عن دينِهم إلا القليلَ القليلَ وأنَّ غالبَهم أصبحَ عرضةً للتنصيرِ بسببِ الجهلِ من جهةٍ، والفقرِ والحاجةِ من جهةٍ أخرى.
رؤيةٌ دعويةٌ متكاملة:
عَلِمَ السميطُ رحمَهُ اللهُ تعالى أنَّ الدعوةَ إلى اللهِ هي أكبرُ من خُطَبٍ تُلقى، ودروسٍ تُعقَدُ، ومناشيرٍ توجيهيّةٍ تُوَزّعُ.
لقدْ ساَر كما أسلفْنا في تلكَ البلدانِ الفقيرةِ يديرُ بنفسِه المحاورَ الثلاثةَ :
ليعطي بياناً عملياً وبالدليلِ القاطعِ أنَّ الدعوةَ إلى الله تعالى كُلٌّ متكاملٌ وعواملٌ مجتمعةٌ تشتركُ معاً لتقومَ ببناءِ الإنسانِ، وبالأخذِ بيديهِ إلى ما فيهِ سعادتُه في الدُّنيا ثمَّ الآخرة .
ختمَ الداعيةُ الطبيبُ ما يزيدُ على ثلاثينَ عاماً قضاها في أرجاءِ إفريقيا وبين أبنائِها ليلقَى وجهَ ربِّه تباركَ وتعالى في 15/آب/2013م، تاركاً الأمانةَ في أعناقِ أمّةِ الدعوةِ .
مسؤوليةً لا ينهضُ بها إلا ذوو الهِمَمِ ممنْ وفّقَهم اللهُ وقَبِلَهم لهذا العملِ الشّريفِ .
نسألُ اللهَ تعالى لهُ الرَّحمةَ الواسعةَ بفضلهِ وكرمِه .
أرقام وإحصائيات: