9- قالَ إمامُ الحرمينِ الجويني الشافعي: “أجمعَ المحقِّقون على أنَّ العوامَّ ليسَ لهم أن يتعلَّقُوا بمذاهبِ أعيانِ الصَّحابةِ رضيَ اللهُ تعالى عنهمُ، بل عليهِم أن يتَّبعوا مذاهبَ الأئمةِ الذينَ سبروا ونظروا وبوَّبوا الأبوابَ وذكروا أوضاعَ المسائلِ، وتعرَّضُوا للكلامِ على مذاهبِ الأوَّلينَ، والسببُ فيهِ أنَّ الذين دَرجوا وإن كانوا قدوةً في الدِّينِ وأسوةً للمسلمين؛ فإنَّهم لم يفتنوا بتهذيبِ مسالكِ الاجتهادِ، وإيضاحِ طُرُقِ النَّظرِ والجِدالِ وضبطِ المَقالِ، ومَن خَلفَهم من أئمةِ الفقهِ كَفَوا مَن بَعدَهمُ النظرَ في مذاهبِ الصحابةِ، فكان العاميُّ مأموراً باتّباعِ مذاهبِ السابرين”.
من كتابِهِ البرهانِ “2/744”