12- قال تقيُّ الدينِ المقريزي الشافعيّ: «أُوليَ بمصرَ القاهرة أربعُ قضاةٍ وهم شافعيٌّ ومالكيٌّ وحنفيٌّ وحنبليٌّ، فاستمرَّ ذلك من ستةٍ وخمسينَ وستمائة حتّى لم يبقَ في مجموعِ أمصارِ الإسلامِ مذهبٌ يُعرفُ من مذاهبِ أهلِ الإسلامِ سوى هذه المذاهبِ الأربعةِ وعقيدةِ الأشعري، وعُملَت لأهلِها المدارسَ والخوانك والزوايا والربطَ في سائرِ ممالكِ الإسلامِ، وعُودي مَن تمذهبَ بغيرِها وأنكرَ عليه، ولم يولَّ قاضٍ ولا قُبلَت شهادةُ أحدٍ ولا قُدِّم للخطابةِ والإمامةِ والتدريسِ أحدٌ ما لم يكن مقلّداً لأحدِ هذه المذاهبِ، وأفتى فقهاءُ هذه الأمصارِ في طولِ هذه المدّةِ بوجوبِ اتّباعِ هذهِ المذاهبِ، وتحريمِ ما عداها، والعملُ على هذا إلى اليوم».
كتابه الخطط والآثار ٢: ٣٣٤