الحنفية: (إذا أنزل بقبلة أو لمس أو مصافحة أو معانقة فسد صومه)
الفتاوى الهندية ١/٢٠٤
وإذا قَبَّلَ امْرَأتَهُ، وأنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ مِن غَيْرِ كَفّارَةٍ كَذا فِي المُحِيطِ. وكَذا فِي تَقْبِيلِ الأمَةِ والغُلامِ وتَقْبِيلِها زَوْجَها إذا رَأتْ بَلَلًا، وإنْ وجَدَتْ لَذَّةً، ولَمْ تَرَ بَلَلًا فَسَدَ عِنْدَ أبِي يُوسُفَ خِلافًا لِمُحَمَّدٍ كَذا فِي الزّاهِدِيِّ.
ولَوْ قَبَّلَ بَهِيمَةً فَأنْزَلَ لا يَفْسُدُ كَذا فِي المُحِيطِ.
والمَسُّ والمُباشَرَةُ والمُصافَحَةُ والمُعانَقَةُ كالقُبْلَةِ، كَذا فِي البَحْرِ الرّائِقِ.
الشافعية: (إذا كان سبب الإنزال لمس وقبلة بلا حائل يفسد صومه)
روضة الطالبين وعمدة المفتين 2/361 — النووي (ت ٦٧٦)
فَرْعٌ
المَنِيُّ إذا خَرَجَ بِالِاسْتِمْناءِ، أفْطَرَ، وإنْ خَرَجَ بِمُجَرَّدِ فِكْرٍ ونَظَرٍ بِشَهْوَةٍ، لَمْ يُفْطِرْ، وإنْ خَرَجَ بِمُباشَرَةٍ فِيما دُونَ الفَرْجِ، أوْ لَمْسٍ أوْ قُبْلَةٍ، أفْطَرَ. هَذا هُوَ المَذْهَبُ، وبِهِ قالَ الجُمْهُورُ.
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج: (2/ 159)
(وَ) الْإِمْسَاكُ (عَنْ الِاسْتِمْنَاءِ) وَهُوَ إخْرَاجُ الْمَنِيِّ بِغَيْرِ جِمَاعٍ مُحَرَّمًا كَأَنْ أَخْرَجَهُ بِيَدِهِ، أَوْ غَيْرَ مُحَرَّمٍ كَإِخْرَاجِهِ بِيَدِ زَوْجَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ (فَيُفْطِرُ بِهِ) ؛ لِأَنَّ الْإِيلَاجَ مِنْ غَيْرِ إنْزَالٍ مُفْطِرٌ، فَالْإِنْزَالُ بِنَوْعِ شَهْوَةٍ أَوْلَى (وَكَذَا خُرُوجُ الْمَنِيِّ) يُفْطِرُ بِهِ إذَا كَانَ (بِلَمْسٍ وَقُبْلَةٍ وَمُضَاجَعَةٍ) بِلَا حَائِلٍ؛ لِأَنَّهُ إنْزَالٌ بِمُبَاشَرَةٍ (لَا فِكْرٍ) وَهُوَ إعْمَالُ الْخَاطِرِ فِي الشَّيْءِ (وَنَظَرٍ بِشَهْوَةٍ) إذَا أَمْنَى بِهِمَا أَوْ بِضَمِّ امْرَأَةٍ بِحَائِلٍ بِشَهْوَةٍ وَإِنْ تَكَرَّرَتْ الثَّلَاثَةُ بِهَا، إذْ لَا مُبَاشَرَةَ، فَأَشْبَهَ الِاحْتِلَامَ مَعَ أَنَّهُ يَحْرُمُ تَكْرِيرُهَا وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ، وَقِيلَ: إنْ اعْتَادَ الْإِنْزَالَ بِالنَّظَرِ أَفْطَرَ، وَقِيلَ: إنْ كَرَّرَ النَّظَرَ فَأَنْزَلَ أَفْطَرَ.
قال الخطيب في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع: ” (و) الخامِسُ (الإنْزالُ) ولَوْ قَطْرَةً (عَنْ مُباشَرَةٍ) بِنَحْوِ لَمَسٍّ كَقُبْلَةٍ بِلا حائِلٍ لِأنَّهُ يُفْطِرُ بِالإيلاجِ بِغَيْرِ إنْزالٍ فَبِالإنْزالِ مَعَ نَوْعِ شَهْوَةٍ أوْلى بِخِلافِ ما لَوْ كانَ بِحائِلٍ أوْ نَظَرٍ أوْ فِكْرٍ ولَوْ بِشَهْوَةٍ لِأنَّهُ إنْزالٌ بِغَيْرِ مُباشَرَةٍ كالِاحْتِلامِ، وحَرُمَ نَحْوُ لَمَسٍّ كَقُبْلَةٍ إنْ حَرَّكَتْ شَهْوَةً خَوْفَ الإنْزالِ وإلّا فَتَرْكُهُ أوْلى”
وقال البجيرمي في حاشيته عليه: ” قَوْلُهُ: (بِخِلافِ ما لَوْ كانَ بِحائِلٍ) مَحَلُّهُ إنْ لَمْ يَقْصِدْ إخْراجَ المَنِيِّ وإلّا أفْطَرَ مُطْلَقًا؛ لِأنَّ التَّفْصِيلَ بَيْنَ الحائِلِ وعَدَمِهِ إنّما هُوَ فِيما إذا قَصَدَ اللَّذَّةَ فَقَطْ ع ش وح ف. وقَوْلُهُ «بِحائِلٍ» أيْ ولَوْ كانَ رَقِيقًا جِدًّا.”
اهـ من تحفة الحبيب على شرح الخطيب للبجيرمي 2/381
المالكية: (إن قبَّل أو لامس فأمذى فسد صومه وإن قبَّل فأمنى فسد صومه وعليه القضاء مع الكفارة)
قال في كفاية الطالب الرباني: (ومَن التَذَّ فِي نَهارِ رَمَضانَ بِمُباشَرَةٍ أوْ قُبْلَةٍ فَأمْذى لِذَلِكَ) أيْ لِلْمُباشَرَةِ أوْ القُبْلَةِ (فَعَلَيْهِ القَضاءُ) وُجُوبًا مَفْهُومُهُ أنَّهُ إذا لَمْ يُمْذِ لا قَضاءَ عَلَيْهِ، وإنْ أنْعَظَ وهُوَ قَوْلُ: ابْنِ وهْبٍ وأشْهَبَ وقالَ ابْنُ القاسِمِ: إذا حَرَّكَ ذَلِكَ مِنهُ لَذَّةً وأنْعَظَ كانَ عَلَيْهِ القَضاءُ (وإنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ) أيْ المُباشَرَةَ والقُبْلَةَ (حَتّى أمْنى فَعَلَيْهِ) مَعَ القَضاءِ (الكَفّارَةُ) عَلى المَشْهُورِ، وسَكَتَ عَنْ النَّظَرِ والتَّذَكُّرِ.
ك (أي الفاكهاني): إنْ تابَعَ النَّظَرَ حَتّى أنْزَلَ فَعَلَيْهِ القَضاءُ والكَفّارَةُ وإنْ لَمْ يُتابِعْهُ فَعَلَيْهِ القَضاءُ فَقَطْ عَلى المَشْهُورِ.
وقالَ القابِسِيُّ: إذا نَظَرَ نَظْرَةً واحِدَةً مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ القَضاءُ والكَفّارَةُ، وصَحَّحَهُ الباجِيُّ وحُكْمُ التَّذَكُّرِ حُكْمُ النَّظَرِ فَإنْ تابَعَ التَّذْكِرَةَ حَتّى أنْزَلَ فَعَلَيْهِ القَضاءُ والكَفّارَةُ، وإنْ لَمْ يُتابِعْهُ فَعَلَيْهِ القَضاءُ بِلا كَفّارَةٍ.
قال العدوي في حاشيته:
“[قَوْلُهُ: بِمُباشَرَةٍ] أيْ ولَوْ بِبَعْضِ أعْضائِهِ كَرِجْلٍ [قَوْلُهُ: أيْ لِلْمُباشَرَةِ أوْ القُبْلَةِ] ومِثْلُهُما الفِكْرُ والنَّظَرُ فَيَجِبُ القَضاءُ بِالمَذْيِ النّاشِئِ عَنْهُما أوَّلًا، والحاصِلُ أنَّ فِي المَذْيِ القَضاءَ فَقَطْ نَشَأ عَنْ مُباشَرَةٍ أوْ قُبْلَةٍ أوْ فِكْرٍ أوْ نَظَرٍ اسْتَدامَ ما ذَكَرَ أوْ لا.
قالَ تت -أي التتائي-: وظاهِرُهُ أيْ ظاهِرُ قَوْلِ المُصَنِّفِ ومَن التَذَّ إلَخْ عَمْدًا أوْ سَهْوًا وهُوَ كَذَلِكَ وقِيلَ: لا قَضاءَ عَلى النّاسِي اهـ.
[قَوْلُهُ: وهُوَ قَوْلُ ابْنِ وهْبٍ وأشْهَبَ] بَلْ هُوَ رِوايَةُ ابْنِ وهْبٍ وأشْهَبَ عَنْ مالِكٍ فِي المُدَوَّنَةِ وهِيَ الرّاجِحَةُ، وما قالَهُ ابْنُ القاسِمِ ضَعِيفٌ.
[قَوْلُهُ: عَلى المَشْهُورِ إلَخْ] أنْتَ خَبِيرٌ بِأنَّ لَفْظَةَ حَتّى تُشْعِرُ بِدَوامِ المُباشَرَةِ والقُبْلَةِ، فَيَقْتَضِي قَوْلُ الشّارِحِ عَلى المَشْهُورِ أنَّ حالَةَ الدَّوامِ مَحَلُّ خِلافٍ ولَيْسَ كَذَلِكَ، إذْ الخِلافُ عِنْدَ عَدَمِ الدَّوامِ، فَقَدْ رَأيْتَ أنْ ابْنَ القاسِمِ يَحْكُمُ بِالكَفّارَةِ مَعَ المَنِيِّ الخارِجِ بِالقُبْلَةِ أوْ المُباشَرَةِ كَرَّرَها أوْ لا.
وقالَ أشْهَبُ وسَحْنُونٌ: لا كَفّارَةَ عَلَيْهِ إلّا أنْ يُتابِعَ القُبْلَةَ أوْ المُباشَرَةَ فَتَدَبَّرْ ذَلِكَ.
[قَوْلُهُ: فَعَلَيْهِ القَضاءُ فَقَطْ عَلى المَشْهُورِ] وهُوَ الرّاجِحُ ثُمَّ إنّ مَحَلَّ وُجُوبِ القَضاءِ والكَفّارَةِ فِي المَنِيِّ الخارِجِ عَنْ النَّظَرِ والفِكْرِ المُسْتَدِيمَيْنِ إذا كانَتْ عادَتُهُ الإنْزالَ أوْ اسْتَوَتْ حالَتاهُ، وأمّا مَن كانَتْ عادَتُهُ السَّلامَةَ مَعَ إدامَتِهِما فَتَخَلَّفَ وأمْنى فَقَوْلانِ، واسْتَظْهَرَ اللَّخْمِيُّ مِنهُما عَدَمَ لُزُومِ الكَفّارَةِ، ونَقَلَ بَعْضَ كَلامِ اللَّخْمِيِّ عامًّا فِي جَمِيعِ المُقَدِّماتِ وهُوَ أظْهَرُ كَما قالَ الشَّيْخُ.
والحاصِلُ أنَّ خُرُوجَ المَنِيِّ بِالنَّظَرِ أوْ الفِكْرِ مُوجِبٌ لِلْكَفّارَةِ بِشَرْطِ الِاسْتِدامَةِ، إلّا أنْ يُخالِفَ عادَتَهُ أيْ بِأنْ تَكُونَ عادَتُهُ السَّلامَةَ مَعَ الِاسْتِدامَةِ.
فَتَخَلَّفَ وأمْنى فَلا كَفّارَةَ عَلى ما اسْتَظْهَرَ اللَّخْمِيُّ، فَإنْ لَمْ تُوجَدْ اسْتِدامَةٌ فالقَضاءُ فَقَطْ، إلّا أنْ يُعْسَرَ فَلا قَضاءَ لِلْمَشَقَّةِ وأنَّ خُرُوجَهُ بِالقُبْلَةِ والمُباشَرَةِ مُوجِبٌ لِلْكَفّارَةِ مُطْلَقًا إلّا أنْ يُخالِفَ عادَتَهُ، وأنَّ خُرُوجَ المَذْيِ مُوجِبٌ لِلْقَضاءِ مُطْلَقًا نَشَأ عَنْ قُبْلَةٍ أوْ مُباشَرَةٍ أوْ فِكْرٍ اسْتَدامَ أمْ لا.” اهـ حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني ١/٤٥٩ — علي الصعيدي العدوي (ت ١١٨٩) باب الصيام
شرح مختصر خليل للخرشي (2/253)
مَن تَعَمَّدَ إخْراجَ المَنِيِّ بِلا جِماعٍ فِي الفَرْجِ بَلْ بِقُبْلَةٍ لا لِوَداعٍ ونَحْوِهِ وإنْ فِي غَيْرِ الفَمِ فِي زَوْجَةٍ، أوْ أمَةٍ أوْ غَيْرِهِما كانَ مِن عادَتِهِ الإنْعاظُ أمْ لا، قَصَدَ الِالتِذاذَ أمْ لا كَرَّرَها أمْ لا عَلى مَذْهَبِ ابْنِ القاسِمِ فِي المُدَوَّنَةِ فَإنَّ عَلَيْهِ القَضاءَ والكَفّارَةَ ومِثْلُ القُبْلَةِ: اللَّمْسُ، والمُباشَرَةُ، وأمّا النَّظَرُ والفِكْرُ فَيُشْتَرَطُ إدامَتُهُما كَما أشارَ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ: (وإنْ بِإدامَةِ فِكْرٍ)، أوْ نَظَرٍ مِمَّنْ عادَتُهُ الإنْزالُ مِنهُما، أوْ السَّلامَةُ مِنهُ تارَةً دُونَ أُخْرى أمّا إنْ كانَتْ عادَتُهُ السَّلامَةَ وإنْ أدامَهُما فَقَدْرُ خِلافِها فَلا كَفّارَةَ قالَهُ اللَّخْمِيُّ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ: (ص) إلَّا أَنْ يُخَالِفَ عَادَتَهُ عَلَى الْمُخْتَارِ.
الحنابلة: (فسد صومه إن أمنى أو أمذى)
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (3\301)
(أوْ قَبَّلَ أوْ لَمَسَ فَأمْنى)، فَسَدَ صَوْمُهُ. هَذا المَذْهَبُ، وعَلَيْهِ الأصْحاب ……….. (أوْ أمْذى). يَعْنِي: إذا قَبَّلَ أوْ لَمَسَ فَأمْذى: فَسَدَ صَوْمُهُ. هَذا الصَّحِيحُ مِن المَذْهَبِ، نَصَّ عَلَيْهِ، وعَلَيْهِ أكْثَرُ الأصْحابِ
الحاصل: من أنزل بقبلة أو لمس في نهار رمضان
عند الحنفية والشافعية في المذهب والحنابلة في المذهب: فسد صومه
عند المالكية فسد صومه إن أمذى وإن أمنى وجبت عليه الكفارة على المشهور