السَاعةُ المائيَّةُ
قصة هارون الرشيد مع شارلمان
أرسلَ هارونُ الرَّشيدِ إلى شارلمان ساعةً مائيةً منَ النُّحاسِ الأصفرِ بارتفاعٍ نحوَ أربعةِ أمتارٍ و تَتحرَّكُ بواسطةِ قوةٍ مائيةٍ
وعندَ تمامِ كلِّ ساعةٍ يسقطُ منها عددٌ من الكُراتِ المعدنيةِ يَتبَعُ بعضُها البعضَ الآخرَ بحسبِ عددِ الساعاتِ فوقَ قاعدةٍ نحاسيّةٍ فتُحدِثُ رنيناً جميلاً في أنحاءِ القصرِ الامبرطوري كانَتْ الساعةُ مصممةً بحيث يُفتَحُ بابٌ من الأبوابِ الاثني عشر المؤديةِ الى داخلِ الساعةِ و يَخرجُ منه فارسٌ يدورُ حولَ الساعةِ ثمَّ يعودُ إلى المكانِ الذي خرجَ منهُ و عندما تحينُ السَّاعةُ الثانيةَ عشرَ يخرجُ اثنا عشرَ فارساً مرةً واحدةً يدورون دورةً كاملةً ثمَّ يعودون منْ حيثُ أتَوا و تُغلَقُ الأبوابُ خلفَهُم،
أثارَتْ الساعةُ دهشةَ المَلِكِ وحاشيتِه, واعتقدَ رهبانُ الملكِ أنَّ في داخلِ الساعةِ شيطانٌ يَسكُنُها و يُحرِّكُها, و جاؤوا إلى الساعةِ أثناءَ اللَّيلِ، وأَحضَروا معَهُم فؤوساً و حطَّمُوها إلَّا أنَّهم لمْ يجدوا بداخلِها شيئاً سوى آلاتِها، و قدْ حَزِنَ المَلِكُ شارلمان حُزناً بالغاً و استدعى حشداً من العلماءِ و الصنَّاعِ المهرَةِ لمحاولةِ إصلاحِ الساعةِ و إعادةِ تَشغِيلِها, لكنَّ المحاولةَ فشلتْ, فعرضَ عليه بعضُ مستشاريه أنْ يُخاطبَ الخليفةَ هارونَ الرَّشيدِ ليبعَثَ فريقاً عربياً لإصلاحِها فقالَ شارلمان ” إنّني أشعرُ بخجلٍ شديدٍ أنْ يَعرفَ مَلِكَ بغدادٍ أنَّنا ارتكبنا عاراً باسم فَرنسا كلِّها”
………………………………………………………………