أن نستيقظ مع فجر كل يوم ـ إن فاتنا التيقظ قبله ـ ونبدأ صفحة اليوم بأداء صلاة الفجر مع الجماعة الأولى في أقرب مسجد، ثم نظل في إقبال على الله تعالى ذاكرين مبتهلين، إلى أن تشرق الشمس.
ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ ـ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮﻭﻓﻨﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ـ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻨﺼﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻠﻦ ﺗﻀﺮ ﻣﺨﺎﺿﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻳﻠﻮﺫ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻣﺮﺍﺕ.
ﺃﻥ ﻧﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻨﻔﻖ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻣﺒﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﺳﻌﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭ ﺭﺯﻕ، ﺃﻭ ﺭﺍﺣﺔ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻋﻘﺐ ﻣﻼﻟﺔ ﺃﻭ ﻧﺼﺐ.
ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻭﻯ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ، ﻓﻠﻴﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺿﺠﻌﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﻖ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻟﻴﺴﺘﺮﺟﻊ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺨﻮﺍﻟﻲ ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﺿﺎﻋﻬﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ، ﺛﻢ ﻟﻴﺴﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﻧﺎﺩﻡ ، ﻭﻟﻴﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻐﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺒّﺢ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮ ﺫﺍﻛﺮ .
ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺨﻴﺮﻫﺎ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻤﺼﺎﺋﺒﻬﺎ ﻭﺷﺮﻭﺭﻫﺎ، ﻓﻼ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠﻪ، ﺃﻥ ﻻ ﻣﻌﻄﻲ ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻭﻻ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﻻ ﺿﺎﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺷﻴﺌﺎ .
ﺛﻢ ﻋﻠﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﺷﺎﻛﺮﺍً ﻷﻧﻌﻤﻪ، ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺘﻼﺋﻪ، ﺿﺎﺭﻋﺎً ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻪ.
ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﺘﻠﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻚ ﻭﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﺩﻫﺎ،
ﻓﻼ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺴﻂ ﻳﺪﻳﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﻭﺍﺟﻒ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ، ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ، ﻭﺗﺴﺘﺪﻓﻌﻪ ﻛﻞ ﻣﺨﺎﻭﻓﻚ، ﻭﺗﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ،
ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺑﺘﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺨﺘﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺬﻝ ﺍﻻﺳﺘﺠﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﻮﻻﻩ.
ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﺎﺟﻬﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻋﺰﺍﺀ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﺨﻄﻬﻢ،
ﻭﻟﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻚ ﺑﺴﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ
ﺇﺫﺍ ﻧﺎﺯﻋﺘﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺔ ﺃﺥ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻚ،
ﻓﺎﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺮﻩ ﻋﻨﻚ ﻟﺠﻌﻞ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺭﻫﻢ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ، ﻓﺴﻴﺤﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﻴﺔ ـ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺇﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻕ ﺳﺘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻚ.
ﺍﺟﻬﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻏﺪﺍً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻗﻠﺒﺎً ﻧﻘﻴﺎً ﻃﺎﻫﺮﺍً ﻣﻦ ﺩﺭﻥ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻷﺿﻐﺎﻥ.
ﻓﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻊ ﻗﻠﺐ ﻃﺎﻫﺮ ﺳﻠﻴﻢ. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻊ ﻗﻠﺐ ﺣﺎﻗﺪ ﺳﻘﻴﻢ.
ﺇﺫﺍ ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺟﺎﺫﺑﺘﻚ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺑﻨﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ،
ﻓﺎﺫﻛﺮ ( ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﺎﻟﻠﻪ ) ﺿﺠﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ،
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺇﻻ ﻗﻠﻠﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻ ﻛﺜﺮﻫﺎ .