الشبهة وردها بالفصيل:
السفورُ حقٌّ للمرأةِ والحجابُ ظلمٌ:
الشبهة:
زعموا أنَّ السفورَ حقٌّ للمرأةِ، سلبَها إيّاهُ المجتمعُ، أو سلبها إياهُ الرجلُ الأنانيُّ المتحجّرُ المتزمّتُ، ويرونَ أنَّ الحجابَ ظلمٌ لها وسلبٌ لحقّها
الرد:
1- لم يكن الرجلُ هو الّذي فرضَ الحجابَ على المرأةِ فترفعَ قضيتَها ضدّه لتتخلّصَ من الظلمِ الذي أوقعَهُ عليها، كما كانَ وَضعُ القضيّةِ في أوربا بينَ المرأةِ والرّجلِ، إنّما الّذي فرضَ الحجابَ على المرأةِ هو ربُّها وخالقُها الذي لا تملكُ ـ إن كانت مؤمنةً ـ أن تجادلَهُ سبحانهُ فيما أمرَ به أو يكونَ لها الخيرةُ في الأمرِ، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36]
2- إنَّ الحجابَ في ذاتِهِ لا يُشكّلُ قضيّةً، فقد فُرِضَ الحجابُ في عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ونُفِّذَ في عهدهِ، واستمرَّ بعدَ ذلكَ ثلاثةَ عشرَ قرنًا متواليةً وما من مسلمٍ يؤمنُ باللهِ ورسولهِ يقولُ: إنَّ المرأةَ كانَتْ في عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مظلومةً.
فإذا وقعَ عليها الظّلمُ بعدَ ذلكَ حينَ تخلّفَ المسلمونَ عن عقيدتهم الصحيحةِ ومقتضياتها فلم يكن الحجابُ ـ بداهةً ـ هو منبعُ الظلمِ ولا سببهُ ولا قرينهُ، لأنه كانَ قائمًا في خيرِ القرونِ على الإطلاقِ، وكانَ قرينَ النظافةِ الخُلقيَّةِ والرّوحيةِ، وقرينَ الرّفعةِ الإنسانيّةِ التي لا مثيلَ لها في تاريخِ البشريةِ كلّهِ