الشبهة وردها بالفصيل:
الاختلاطُ في التّعليمِ للصّغارِ:
الشّبهة:
ينادي بعضُ النّاسِ بالاختلاطِ في المدارسِ للصّغارِ بحجّةِ أنَّ ذلكَ لا يضرّهم ولا يؤثّرُ عليهم، وبحجّةِ أنَّ المرأةَ أشدُّ لباقةً وأحسنُ معايشةً للصغارِ[13].
الرد:
1- إنَّ هذهِ الخطوةَ يتبعها خطواتٌ، ويصبحُ الأمرُ سهلاً، ويأتي مَن يقرُّهُ عبرَ المراحلِ الدّراسيّةِ الطّويلةِ على تلكَ الحالِ الممقوتَةِ، فأوّلُ الغيثِ قطرةٌ، ومعظمُ النّارِ من مستصغرِ الشّررِ، والإسلامُ العظيمُ وضعَ القواعدَ والأسسَ الثّاتبةَ الّتي لا تتغيّرُ ولا تتبدّلُ أحكامُها وقوانينُها، ومنعَ الحيلَ وأمرَ بسدِّ الذرائعِ[14].
2- إنَّ فكرةَ الاختلاطِ في التّعليم ِأو غيرِه بينَ الرّجالِ والنّساءِ فكرةٌ ماسونيةٌ وبذورُها استعماريّةٌ دخيلةٌ على الأمّةِ، وهي أشدُّ ضررًا على هذهِ الأمّةِ من الدّعوةِ إلى السّفورِ علانيةً والتبرّجِ ونزعِ الحجابِ؛ لأنّها تشتملُ على هذا كلِّه ِوأكثر منه[15].
3- إنَّ الطفلَ يبدأُ في النّموِّ والتّفتحُ والتّطلُّعِ إلى المعرفةِ من السّنةِ السّادسةِ وهذا أمرٌ واقعٌ وثابتٌ بالتّجربةِ.
فها هو يدرسُ ويتعلمُ ويحفظُ ويحرصُ على العلمِ والتّعلمِ والمعرفةِ من هذا السّنِّ بل قبلَها، وتجدُ أنَّ الإسلامَ أمرَ الأبوينِ بأن يأمرا صغيرَهما بالصّلاةِ من بعدِ السّنةِ السّابعةِ بنينَ وبناتٍ، وأمرَ بعزل ِالبنينِ عن ِالبناتِ في سنِّ العاشرةِ وهو سنُّ التّمييزِ، فالابنُ يبدأُ تفتّحهُ وتحرّكُ غرائزهِ من هذا السّنِّ، ويبدأ يدركُ فيها كثيرًا من أمورِ الحياةِ.
وبالتّجربةِ فإنَّ بعضَ الصّغارِ من بنينَ وبناتٍ يبلغونَ سنَّ الرشدِ من بعدِ التّاسعةِ، وقد يتخلّفُ بعضُهم في الدّراسةِ الأولى فيصلُ عمرُه إلى الثّانيةِ عشرةَ تقريبًا أو أكثرَ وهو في الصّفِّ الثّاني أو الثالث،ِ وهذهِ بدايةُ سنِّ المراهقةِ[16].
4- إذا رجعنا إلى الإحصائياتِ التي تأتي من البلادِ المختلطةِ عرفنَا تمامًا النّسبةَ العاليةَ في انتشارِ جرائمِ الزّنا واللّواطِ بين َالصغارِ، ونسبة ِالحواملِ فيمن سنّهنَّ في حدودِ الثّانيةِ عشرةَ من أعمارهنَّ، وكثرةِ الشّذوذِ بينَ الجنسِ الذكريِّ، تقولُ اللادي كوك: “إنَّ الاختلاطَ يألفهُ الرجالُ، ولهذا طمعَتْ المرأةُ بما يُخالفُ فطرتَها، وعلى قدرِ كثرةِ الاختلاطِ تكونُ كثرةُ أولادِ الزّنا، وها هنا البلاءُ العظيمُ على المرأةِ”[17].
وذكرَ الأستاذُ سيدُ قطبٍ من مشاهداته في أمريكا أنّهُ ظهرَ أنَّ نسبةَ الفتياتِ الحواملِ في إحدى المدارسِ الثانويّةِ هناكَ 48% [18].
5- ومن نتائجِ الاختلاطِ في التّعليمِ ضعفُ سويّةِ التّعليمِ وتدنّي نسبةِ الاستفادةِ العلميّةِ، ومن يزورُ بعضَ الفروعِ الجامعيّةِ المختلطةِ أو ينظرُ في نتائجِ الامتحاناتِ آخرَ العامِ الدراسيِّ يتبيَّنُ لهُ ذلكَ.
وقد زارَ بعضُ الكتّابِ مدرسةً في بلجيكا ولاحظَ أن َّجميعَ طلّابها بناتٍ، فلمّا سألَ عن ذلكَ أجابتهُ المديرةُ بقولها: “قد لمسْنَا أضرارَ اختلاط ِالأطفالِ حتى في سنِّ المرحلةِ الابتدائيّةِ”[19].
ويخمّنُ القاضي لندسي الأمريكي أن 45% من فتياتِ المدارسِ يدنّسنَ أعراضَهنَّ قبلَ خروجهنَّ منها، وترتفعُ هذهِ النّسبةُ كثيرًا في مراحلِ التّعليمِ العاليةِ[20].