التفصيل :
الدعوة إلى الله
مقدمة:
الدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فما من نبي أرسله الله تعالى إلا داعياً يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد القهار الفعال لما يريد:
{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا }
{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّه} [الأعراف: 65 , 73, 85]
– تعريف الدعوة:
الدعوة لغة: النداء وإمالة غيرك إليك وترغيبه بالقدوم وحثه عليه. ودعاه: صاح به وناداه واستماله واستدعاه. والقائم بها يسمى داعية، والجمع: دعاة.
وفي الاصطلاح على الإجمال: هي نشر رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين. وقد يراد بها رسالة الإسلام ذاتها.
أما على التفصيل: فهي بذل الجهد الخالص لوجه الله، والمبالغة فيه، من أجل ترغيب الآخرين في القيام بأمور الدين الحق وحثهم عليه، شاملا كل ما يحتويه من أعمال الإسلام والإيمان والإحسان وسائر الأحكام التي تتبعها. مع الاجتهاد في تحصيل الأهلية اللازمة للقيام بذلك، والترقي فيها، وباتخاذ الأساليب والوسائل (الكيفيات والأدوات) المناسبة المخاطبين، لإنقاذهم من مسالك الشر والضلالة، وإيصالهم إلى سبل الفوز والسعادة.
وعلى ذلك فكلمة دعوة تشير إلى أن هناك شيء يدعى إليه، وهناك مدعو وداعٍ يحث ويطلب من المدعو أن يقبل ويحضر تماماً كما هو الحال في الدعوة إلى الوليمة أو العرس ونحو ذلك.
وفي هذا يروي الإمام البخاري في صحيحه والترمذي واللفظ له في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان.
فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلاً، قال فاضربوا له مثلاً !
فقالوا مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة.
فقالوا أولوها له يفقهها – أي يفهمها – فقال بعضهم إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان.
فقالوا فالدار الجنة، والداعي محمد فمن أطاع محمداً صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ومن عصى محمداً فقد عصى الله …. الحديث.
وهذا العمل (الدعوة إلى الله تعالى) وإن كان قد أداه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من غير الأنبياء لكنه لم يكن قد كلف به أحد سوى الأنبياء والمرسلين.
غير أن الله تعالى اختص به هذه الأمة بل وجعله سبب تقدمها وتفضيلها على الأمم الأخرى حيث قال تعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ } [ آل عمران – آية 110]
أ-مهند صاغرجي