مثل أن يقولَ: الحَرُّ أو البردُ شديدٌ، والمشقَّةُ شديدةٌ، ولا تُؤمَن هزيمة هذا الجيشِ، وأشباهُ هذا،
ولا مُرجِفاً، وهو الَّذي يقولُ: هَلَكَت رايةُ المسلمين، وما لَهم مددٌ، ولا طاقة لهم بالكُفَّار، والكُفَّارُ لهم قُوَّةٌ، ومددٌ، وصبرٌ، ولا يثبتُ لهم أحدٌ، ونحو هذا” [1]
[1] المغني لابن قدامة – ط مكتبة القاهرة 9/201.
قالَ ابنُ عطية: (اليأسُ من رحمةِ اللهِ، وتفريجِه من صفةِ الكافرين، إذ فيهِ إمَّا التكذيبُ بالربوبية، وإمَّا الجهلُ بصفات اللهِ تعالى) [1]
وقالَ القرطبي: (اليأسُ من رحمةِ اللهِ.. فيهِ تكذيبُ القرآنِ، إذ يقولُ وقولُه الحقُّ:
(وَرَحمَتِي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ) [الأعراف: 156] [2]
[1] تفسير ابن عطية 3/274.
[2] الجامع لأحكام القرآن 5/160.
قالَ القاسمي في قوله تعالى: (وَإِذَآ أَنعَمنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً) [الإسراء: 83]
قال: هذه إشارةٌ إلى السببِ في وقوعِ هؤلاءِ الضالّين في أوديةِ الضلال، وهو حبُّ الدنيا وإيثارها على الأخرى، وكُفرانُ نعمه تعالى بالإعراضِ عن شكرِها، والجزعُ واليأسُ من الفرجِ عندَ مسِّ شرٍّ قضى عليه [1] )
[1] تفسير القاسمي محاسن التأويل 6/499.
قال فخرُ الدين الرازي في قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً) (83) الإسراء
أي: إذا مسّهُ فقرٌ أو مرضٌ أو نازِلةٌ من النوازل كان يؤوساً شديدَ اليأسِ من رحمةِ اللهِ، إن فازَ بالنعمةِ والدولةِ اغترَّ بها فنسيَ ذكرَ اللهِ،
وإن بقيَ في الحرمانِ عن الدنيا استولى عليهِ الأسفُ والحزنُ، ولم يتفرَّغ لذكرِ اللهِ تعالى، فهذا المسكينُ محرومٌ أبداً عن ذكرِ اللهِ [1])
[1] تفسير الرازي 21/391.