حوارُ بينَ متحجِّبةٍ ومُتبرِّجَة
وعبارة: لربما المتبرجة أقرب من الله من المتحجبة
قامَ شابٌ بإنزالِ صورةٍ لمجموعةِ طالباتٍ بينهنَ المُتحجِّبة بالحجابِ الشّرعيِّ، والمتبرِّجة، ووضعَ تعليقاً :
*” لا تَعلَمُ مَنْ منهنَّ إلى اللهِ أقربُ !فلَرُبَّما المتبرِّجةُ أقربُ إلى اللهِ “*
فكانَ الردُّ المفحِمُ من قِبل …
د.سعيد إبراهيم دويكات
و د.منتصر أسمر
كما ترَونَ
*كتبَ الدُّكتورُ سعيد
هذا كلامٌ خلَط الصحيحَ والخطأَ معاً..
الإيمانُ اعتقادٌ وقولٌ وعملٌ .. لا توجدُ آيةً واحدةً تقولُ الذين آمنوا فقط ..
كلُّ الآياتِ تقولُ الذين آمنوا وعملوا الصَّالحات ..
والعملُ يعني الالتزامَ بما أمرَ اللهُ، وأنْ يظهرَ أَثَرُ ذلكَ الالتزامِ على العاملِ ..
والالتزامُ بالحجابِ أحدُ هذهِ المظاهرِ ..
أحَدُ أشكالِ الاهتمامِ بالعملِ؛ الحضورُ للشّركةِ والدوامِ وأداءِ المهَامِ ..
ولا يُقبَلُ مِن أحدٍ أنْ يقولَ: صَحيحٌ أنّني لا أحضرُ للعملِ أو أنّني قليلاً ما أحضرُ ولكنّي أحبُّ الشّركةَ أكثرَ مِنْ كلِّ مَن يَحضُرون ويَعملُون ؟!
وقِسْ على ذلكَ أموراً كثيرةً في الدّراسةِ والعلاقاتِ بين النَّاسِ ..
أركانُ الإسلامِ كلُّها مظاهرٌ عَمليَّةٌ .. صلاةٌ وصيامٌ وزكاةٌ وحجٌّ .. وهي تعبيرٌ عن إيمانٍ مَقرُّهُ القلبُ،
ولذلكَ فالإيمانُ قولٌ وعملٌ، ويُصبِحُ إيماناً كسيحاً ذلك الإيمانُ القلبيُّ الذي لا عَملٌ ولا مَظهرٌ يَدُلُّ عليهِ !
*و كتبَ الدَّكتورُ منتصر
طبعاً أُثني على كلامِ الدُّكتورِ سعيد .. وأُحبُّ أنْ أضيفَ :-
( بالنّسبةِلجماعةِ الإيمانِ في القلبِ وليسَ مُهمّاً المَظهرُ ….!)
لو سألْنا سؤالاً :-
*مَنْ إيمانُه باللهِ أكبرُ وأقوى؛ أنتُم (ونحنُ) أمْ إبليس ؟!!*
السؤالُ طبعاً غريبٌ ..
والجوابُ أكثرُ غرابةً …..
*وهو:-*
إبليسُ أكثرُ إيماناً ،
لأنَّنا نؤمنُ باللهِ والملائكةِ والجَنَّةِ والنَّارِ ولمْ نرَ منها شيئاً، ولكنَّ إبليسَ كانَ يرى الملائكةَ، ورأى الجنَّةَ، وكلَّمهُ اللهُ تعالى ..
فإيمانُ إبليسَ بوجودِ اللهِ قطعيٌّ لا يخالطُهُ شَكٌّ، ولكنَّهُ لمْ يَنفعْهُ …
لماذا ؟!!!!
لأنَّه عصى أمرَ اللهِ تعالى ..!
فاتْركُوا مَقولةَ ( لا ندري أيُّهم أقربُ إلى اللهِ !!!)
المجاهِرُ بالمعصيةِ (تبرُّجٍ أو غيرِه)؛ لا تكونُ معصيتُه دلالةً على القربِ من اللهِ تعالى أبداً، بلِ الطَّاعةُ هي علامةٌ على القربِ مِنَ اللهِ تعالى ..
أمَّا القلوبُ فليسَتْ مقياساً في عُرفِنا نحنُ البشرُ، لأنَّ أمرَها يعودُ إلى خالقِها ..
ونحنُ نتعاملُ مع الظاهرِ ..
ومعَ أنَّ بعضَ مَن يكتبُ هذا الكلامَ يكونُ هدفُه طيباً وقدْ نَلْتمِسُ لهُ العذرَ أحياناً ..؛
إلَّا أنَّ هذا الكلامَ يهوِّنُ من أمرِ المَعصيةِ ، ولا يُقيمُ وزناً للطَّاعةِ ..
وكأنَّه يقولُ :
اِدَّعي الإيمانَ ولا تلتزمْ بهِ فقدْ تكونُ أقربُ إلى اللهِ تعالى ..!
وهذا تَدليسٌ على النَّفسِ وعلى النَّاسِ …!
فعلامةُ صِدقِ الإيمانِ الالتزامُ بما يأمر به ..