تزكية النفس وأهميتها

التزكية في اللغة مصدر للفعل زكَّى، وهي من جانب الفلسفة والتصوّف تعني تطهير النفس بالانقطاع عن العلاقات المتعلّقة بالبدن، فيقال: زكّى فلان نفسه؛ أي مدحها، وأصلحها، ونسب إليها الطهر من الذنوب بفعل بالأعمال الصالحة،

أمّا تزكية النفس اصطلاحاً: فهي تطهيرها وتنقيتها من الصفات المذمومة والقبيحة، والسعي على تكميلها وتجميلها بالأعمال الصالحة، وتعظيم الله تعالى.

ويعرف الإمام الغزالي التزكية: هي تكميل النفس الإنسانية بقمع أهوائها وإطلاق خصائصها العليا.

وقال ابن كثير في معنى قوله تعالى “قد أفلح من زكاها”: من زكى نفه بطاعة الله ، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة.

وللتزكية ركنان تقوم على عليهما: تخلية وتحلية:

فالتخلية للنفس عن كل الذنوب والسيئات، والمعاصي والبليات، والقبائح والمسترذلات.
 والتحلية لها بالمكرمات، وتنمية المستحسن من الأخلاق والعادات حتى تبلغ بها النفس المطمئنة كما أشار الإمام الغزالي إلى ذلك بقوله: “جوهر عملية التزكية:الارتقاء بالنفس درجة درجة، من السيئ إلى الحسن ثم ترقيها في مراتب الحسن والصفاء حتى تبلغ أعلى المستويات الإنسانية وأسماها، فتتحول من نفس أمارة بالسوء أو لوامة إلى نفس مطمئنة راضية عن ذاتها مرضية عند مولاها وربها”.
قال ابن عطاء : “النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبد مأمور بملازمة الأدب ،فالنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة، والعبد يردها بجهده عن سوء المطالبة، فمن أطلق عنانها فهو شريكها معها في فسادها”.

قال الإمام الجنيد في قول الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ):

” والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً؛ فمن نُصِر عليها نُصِر على عدوه، ومن نُصِرَتْ عليه نُصِر عليه عدوُّه ” الفوائد.