- عن سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: “لَأَن أَقُوتَ أَهلَ بَيتٍ بِالمَدِينَةِ صاعًا كلَّ يومٍ، أَو كلَّ يَومٍ صَاعينِ شهرًا، أَحبُّ إِلَيَّ مِن حَجَّةٍ فِي إِثرِ حَجَّةٍ”. [رواه أبو بكر بن أبي شيبة في “المصنف” رقم (١٣١٨٦)]
- وقال الفقيه الثقة جابر بن زيد رحمه الله وهو من كبار علماء التابعين: ” لأنْ أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين، أحب إليَّ من حجة بعد حجة الإسلام”. [حلية الأولياء (٣/ ٩٠)، وصفة الصفوة (٣/ ٢٣٧)].
- وعن الشعبي رحمه الله أنّ رجلًا جاءه فسأله: “إنّي قد تهيّأتُ للخروج، ولي جيران محتاجون متعففون، فما ترى إلى جعل كِرايَ وجهازي فيهم، أو أمضي لوجهي للحجّ؟ فقال: والله إنّ الصّدقة يعظم أجرها، وما تعدل عندي موقفًا من المواقف، أو شيئًا من الأشياء”. [أخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف(١٣١٨٥)”]
- وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله: “يقول أحدهم: أحج أحج، قد حججت، صِلْ رحمًا، تَصَدَّقْ عَلَى مَغْمُومٍ ، أحسنْ إلى جار” [الزهد لأحمد بن حنبل ١/٢١٢]
- وذكر ابن مفلح في الفروع أن الإمام أحمد سئل: أيحج نفلًا أم يصل قرابته؟ قال: إن كانوا محتاجين يصلهم أحب إلىّ.
وقال ابن هانئ: وسئل [الإمام أحمد] عن رجل قد حج حججًا وله قرابات فقراء ويريد الحج، أترى له أن يتصدق بما يريد أن يحج به على أقربائه وهم محاويج؟
قال: يضعها في أكباد جائعة أحب إلي. [الفروع (٢/ ٤٩٧).]
- قال الحطاب”: سئل مالك عن الحج والصدقة أيهما أحب إليك؟ فقال: الحج، إلا أن تكون سَنة مجاعة. اهـ. [مواهب الجليل في شرح مختصر خليل ٢/٥٣٤]
- يقول الإمام الحطاب المالكي رحمه الله: « وأما في سنة المجاعة فتقدّم الصدقة على حج التطوع، ويفهم منه أنها لا تقدم على الحج الفرض وهو كذلك على القول بالفور وعلى القول بالتراخي فتقدم عليه وهذا ما لم تتعين المواساة بأن يجد محتاجاً يجب عليه مواساته بالقدر الذي يصرفه في حجه فيقدم ذلك على الحج لوجوبه فوراً من غير خلاف والحج مختلف فيه. » [مواهب الجليل للحطاب (3/ 537)]
- ويقول الإمام ابن رشد المالكي رحمه الله: «إنَّ الحجَّ أحبّ إليه من الصَّدقة، إلَّا أنْ تكون سنة مجاعة؛ لأنَّه إذا كانت سنة مجاعة، كانت عليه المُواساة، فالصدقة واجبة، فإذا لم يواسِ الرَّجلُ في سنة المجاعة مِن ماله بالقدر الذي يجب عليه المُواساة في الجُملة، فقد أثم، وقدر ذلك لا يعلمه حقيقة، فالتَّوقِّي من الإثم بالإكثار من الصَّدقة أولى مِن التَّطوع بالحجِّ، الذي لا يأثم بتركه» [البيان والتحصيل لابن رشد (13/ 434)].
- وعبد الله بن المبارك رحمه الله، تقول له فتاة وقد خرج للحجِّ سنة: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلَّا هذا الإزار، وليس لنا قُوت إلا ما يُلقَي على هذه المزبلة، وقد حلَّت لنا الميتة منذ أيام؛ فدفع إليها نفقة الحجِّ، وقال: «هذا أفضل مِن حجِّنا في هذا العام»، ثم رجع. [البداية والنهاية لابن كثير (10/ 191)].