1- عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَحملُ هذا العلمَ من كل خلفٍ عُدولُه، يَنفون عنه تأويلَ الجاهلين وانتحال المُبطلين وتَحريفَ الغَالينَ ». رواه البيهقي في السنن الكبير (٢١٤٣٩).
2- قال الإمام أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي: “لا يصلح للكلام على العوام ملحدٌ ولا أبله، وكلاهما يفسد ما يحصل لهم من الإيمان”.
وسئل عن: قوم يجتمعون حول رجل يقرأ عليهم أحاديث وهو غير فقيه؟
فقال: “هذا وبالٌ على الشرع”. [الآداب الشرعية، ابن مفلح (٢/ ١٨٥)].
4- قال ابن وهب: «كلُّ صاحبِ حديثٍ ليس له إمامٌ في الفقهِ، فهو ضالُّ، ولولا أنَّ اللهَ أنقَذَنا بمالكٍ والليثِ، لَضَلَلْنَا». [الجامع لابن أبي زيد (ص ١١٩)].
4- وقال الإمام أحمد بن حنبل: «إذا كان عند الرجل الكتب المصنَّفة فيها قول رسول الله واختلاف الصحابة والتابعين فلا يجوز أن يعملَ بما شاء ويتخيّر فيقضي به ويعمل به حتى يسألَ أهل العلم ما يُؤخذ به؟ فيكون يعمل على أمرٍ صحيحٍ. « [إعلام الموقعين ١/ ٤٩ لابن القيم]
5- قال ابنُ عُيَيْنةَ: «الحديثُ مَضَلَّةٌ إلا للفُقَهاءِ»
وقد قال ابنُ أبي زَيْدٍ في بيان ذلك: يريدُ: أنَّ غيرَهم قد يَحمِلُ شيئًا على ظاهِرِه، وله تأويلٌ مِن حديثٍ غيرِهِ، أو دليلٍ يخفى عليه، أو متروكٍ وجَبَ تركُهُ؛ غيرَ شيءٍ مما لا يقومُ به إلا مَن استبحَرَ وتفقَّه. [الجامع لابن أبي زيد القيرواني ص: (١١٨ – ١١٩)]
6- قال سفيان بن عيينة رضي الله عنه : «الحديثُ مَضَلَّةٌ إلا للفُقَهاءِ» ويروي: «إلا للعلماء»،
قال أبو شامة المقدسي معقباً: يريد من قذف الله تعالى في قلبه نورَ العلم؛ فَقهَ في دينه، وعرفَ مخارجَ الأحاديث، وليس العلم بكثرة الرواية كما قال مالك بن أنس. [خطبة الكتاب المؤمل ١/١٥١ — للمقدسي]
7- وقال الخطيب البغدادي: وليعلم أن الإكثار من كتب الحديث وروايته لا يصير به الرجل فقيهاً، وإنما يتفقّه باستنباط معانيه، وإنعام التفكير فيه. اهـ.
ثم أسندَ إلى الإمام مالك بن أنس أنه أوصى ابني أخته: أبي بكر وإسماعيل ابني أبي أويس: ” أراكما تحبان هذا الشأن وتطلبانه؟ ” قالا: نعم، قال: “إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلّا منه، وتفقها” اهـ. [الفقيه والمتفقه – الخطيب البغدادي ٢/١٥٩]
8- وقال الإمام المزني –تلميذ الشافعي-: “فانظروا رحمكم الله على ما في أحاديثكم التي جمعتموها، واطلبوا العلم عند أهل الفقه تكونوا فقهاء إن شاء الله ” اهـ. [الفقيه والمتفقه – الخطيب البغدادي ٢/٣٥]
9- وقال الحافظ أبو نعيم الفضل بن دكين وهو من أشهر مشاهير شيوخ البخاري: كُنت أمرّ على زفر (وهو من أكابر فقهاء أصحاب الإمام أبي حنيفة) وهو مُحتب بثوب في كِندَه فيقول : “يا أحول، تعالَ حتى أُغربل لك أحاديثك”، فأريه ما قد سمعتُ ، فيقول : هذا يُؤخذ به وهذا لا يؤخذ به ، وهذا ناسخ وهذا منسوخ. [الفقيه والمتفقه الخطيب البغدادي ٢/١٦٣]
10- ويقول الحافظ ابن رجب: «ليكن الإنسان على حذر مما وقع بعدهم – أي: أئمة السلف – … وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية، ونحوهم، وهو أشد مخالفة لها؛ لشذوذه عن الأئمة، وانفراده عنهم بفهم يفهمه، أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله» [بيان فضل علم السلف (ص/١٦٩)].
11- إياك ثم إياك أن تقول قولًا لم تُسبق إليه واحذر هذا غاية الحذر، وإياك ثم إياك أن تقول قولًا تَخرج به عن المذاهب الأربعة فإنّه هلاكٌ ومضيعة إياك احترس. قال الميموني- الإمام المبارك عبد الملك أبو الحسن الميموني ثقة فاضل لازم الإمام أحمد أكثر من عشرين سنة وهذا القول في السير في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل أنه قال لتلميذه الميموني: “إياك أن تتكلمَ في مسألةٍ ليس لك فيها إمامٌ”.
12- ونختمُ بمقولةٍ رائعةٍ للإمام السيوطي: قالت الأقدمون: المحدث بلا فقه كعطار غير طبيب، فالأدوية حاصلة في دكانه ولا يدري لماذا تصلح، والفقيه بلا حديث كطبيب ليس بعطارٍ يعرف ما تصلح له الأدوية إلا أنّها ليست عنده. اهـ. [الحاوي للفتاوي ٢/٢٧٧]