فأرةٌ في عسلِ محمَّدِ بنِ سِيرِين
<< ذَنْبٌ أنتظرَ عُقوبتَهُ منذُ أربعينَ سَنَةً >>
كان من سادات التابعين ومن أغنيائهم وكانت له ثروة عظيمة من العسل ؛ وأشهر من قاموا بتفسير الاحلام .
الإمام بن سيرين
كان له منها ما يقارب “الستمائة” برميل من العسل ،
وفي يوم من الأيام وجدوا فأرة في أحد البراميل ، والحكم الشرعي في ذلك الوقت أنه : إذا وقعت الفأرة في الشيء المائع أي : السائل “كالزيت والعسل واللبن مثلا” ، تطرح الفأرة وترمي هذا السائل ،
وإذا وقعت الفأرة في الشيء الجامد الصلب “كالسمن مثلا” فيرمى الفأرة وما حولها ، ثم تنتفع بالباقي.
فلما وقعت الفأرة في برميل من براميل عسل محمد بن سيرين ، ِاستخرجوا الفأرة من البرميل وطرحوها ،
ثم إنهم نسوا في أي البراميل كانت هذه الفأرة ،
فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمي ببراميل العسل كلها ، وكانت مصيبة عظيمة ، أفلس منها بعدما كان من أغنياء الدنيا ، إلا أن ورعه يمنعه أن يلق الله بشبهه.
فقيل له في ذلك: إنها لخسارة عظيمة.
فقال: هذا ذنب أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة!!
فقالوا له: وما هذا الذنب؟
فقال: عيّرت رجلاً وقلت له يا فقير.
المصادر
الخطيب البغدادي تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق
الخلاصة: سبحان الله محمد بن سيرين ينتظر عقوبة ذنب منذ أربعين سنة ، فما بالك بمن يتقلب في الذنوب والمعاصي ليل نهار ؛ عير رجلاً وقال له: يا فقير ، فكيف بمن يخوض في أعراض الناس ليل نهار