كان السلف الصالح عندهم حرص شديد على براءة ذمتهم، وأن لا يخرجوا من الدنيا وتلحقهم
تبعات يحاسبون عليها، فهذا سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال عند موته : اجمعوا لي
خدمي وجيراني ومن كان يدخل علي، فجمعوا له فقال: إنَّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ
من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري، لعله قد فَرَطَ مني إليكم بيدي، أو بلساني شيء،
وهو الذي نفس عبادة بيده، القصاص يوم القيامة، وأحرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من
ذلك إلا اقتصَّ مني قبل أن تخرج نفسي، فقال:
أُحرِّج على كل إنسان منكم يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا فأحسنوا الوضوء،
ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجداً فيصلي ثم يستغفر لعُبادةَ ولنفسه
فإن الله عزَّ وجلَّ قال : واستعينوا بالصبر والصلاة،
ثم أسرعوا بي إلى حفرتي