الناظرُ في القرآن الكريم من نورِ ما يُريه ، ونفعِ ما يُوليه ،فإنّه :
كَالبَدرِ مِن حَيثُ اِلتَفَتَّ رَأَيتَهُ *** يُهدي إِلى عَينَيكَ نوراً ثاقِبا
كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِراً ***جوداً وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا
كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها *** يَغشى البِلادَ مَشارِقاً وَمَغارِبا
لكنّ مَحاسنَ أنوارِه لا يَثقفُها إلاّ ذوو البصائرِ الجَليلةِ ، وأطايبَ ثمرِه لا تَقطفُها إلاّ الأيدي الزكيةِ ، ومنافعُ شفائِه لا تنالُها إلاّ النفوسُ النقيّة، كما صرَّحَ تعَالى به فقال في وصف مُتناوليه :
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم * فِي كِتَابٍ مَّكْنُون * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُون}[الواقعة:77ــ79] .
وقال في وصف سامعيه : { قُل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فُصِّلَت:44] .
[مقدمة المفردات للإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله]
قالَ الإمامُ ابنُ رجبٍ -رحمَهُ اللهُ- في كتابِهِ: “جَامِع العلومِ والحِكَم”: “وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّوَافِلِ: – (كَثْرَةُ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ)! –