02- القرآن الكريم

الناظرُ في القرآن الكريم من نورِ ما يُريه ، ونفعِ ما يُوليه ،فإنّه :

كَالبَدرِ مِن حَيثُ اِلتَفَتَّ رَأَيتَهُ *** يُهدي إِلى عَينَيكَ نوراً ثاقِبا

كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِراً ***جوداً وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا

كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها *** يَغشى البِلادَ مَشارِقاً وَمَغارِبا

لكنّ مَحاسنَ أنوارِه لا يَثقفُها إلاّ ذوو البصائرِ الجَليلةِ ، وأطايبَ ثمرِه لا تَقطفُها إلاّ الأيدي الزكيةِ ، ومنافعُ شفائِه لا تنالُها إلاّ النفوسُ النقيّة، كما صرَّحَ تعَالى به فقال في وصف مُتناوليه :

{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم * فِي كِتَابٍ مَّكْنُون * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُون}[الواقعة:77ــ79] .

وقال في وصف سامعيه : { قُل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فُصِّلَت:44] .

[مقدمة المفردات للإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله]