كان حفص بن غياث أحد أصحاب أبي حنيفة الذين قال لهم: أنتم مسارّ قلبي وجلاء حزني،
وكان رحمه الله إماماً بارعاً تاركاً للدنيا لا تأخذه في الله لومة لائم.
تولى القضاء في بغداد ثم الكوفة.
وكان يقول: والله ما وليت القضاء حتى حلَّت لي الميتة.
وروي أنه كان جالساً في مجلس القضاء فأرسل إليه الخليفة يدعوه، فقال: أفرغ من أمر الخصوم إذ كنتُ أجيراً لهم،
وأصير إلى أمير المؤمنين، ولم يقم حتى تفرق الخصوم.
وحكى عنه ولده أنه مرض خمسة عشر يوماً فدفع إليه مائة درهم، وقال: امض بها إلى العامل
وقل له: هذه رزق خمسة عشر يوماً لم أحكم فيها بين المسلمين، لا حظَّ لي فيها.
رحمه الله تعالى فقد كان جمعاً بين العلم والعمل.
البدور المضية للكملائي (٨/٧).