الزَّوجَةُ الصَالحةُ
قصة الحسن البصري مع بائع الحرير
قالَ الحسنُ البصري رحمهُ اللهُ :وقفتُ على بزّازٍ ( بائعِ حريرٍ و قماشٍ ) بمَكَّةَ أشتري منه ثَوباً، فجعلَ يمدحُ ويحلفُ،( أي يَذكُرُ محاسنَ الثَّوبِ ليرغبَ النَّاسُ بالشراءِ و يحلفُ َ )
فَترَكْتُه وقلتُ : لا ينبغي الشِّراءَ مِنْ مِثلِه،
ثُمَّ حَججتُ بعدَ ذلكَ بسَنتَين،فوقفْتُ عليه،
فلمْ أسمعْهُ يَمدحُ ولا يحلِفُ،
فقلتُ لهُ : ألستَ الرَّجلَ الذي وقفتُ عليه منذُ سنواتٍ ؟
قالَ : نعمْ . قلتُ له : وأيُّ شيءٍ أخرجَكَ إلى ما أرَى ؟
قالَ : كانَتْ لي امرأةٌ؛ إنْ جئْتُها بقليلٍ نَزَرَتْه، وإن جئْتُها بكثيرٍ قلّلَتْهُ، ( ثُمَّ أماتَها اللهُ )،
فتزوّجْتُ امرأةً بعدَها، فإذا أردْتُ الغُدُوَّ إلى السُّوقِ، أخذَتْ بمجامعِ ثيابي ثُمّ قالَتْ :
يا فلانُ اتّقِ اللهَ ولا تُطعمْنا إلا طيباً ….
فإنْ جئْتَنا بقليلٍ كثَّرناه وإنْ لمْ تأتِنا بشيءٍ أعنَّاكَ بمغزلِنا…
اللَّهمَ أُرْزقْنا طيّباً و استعملْنا صَالحين.
………………………………………………………………….