الثِّقةُ باللهِ حياةٌ أُخرى فوقَ الحَياةِ
قصة الإمام الجنيد مع الرجل الذي خرج من بيته ليلاً ليبحث عنه
سَمِعَ الإمامُ الجنيدُ هاتفاً يُناديهِ في المنامِ، يقولُ:
انهضْ يا عبدي، وأَنقِذْ عبدي !!
قالَ: أينَ أَجِدُ عبدَكَ يا ربُّ ؟
قالَ : اركبْ دابتَكَ ،وأينَ ما تقفُ ستجِدُ عبدي !
فقامَ مِن نومِه وكانَ قدْ قَرُبَ آذانُ الفجرِ، فتوضأَ ورَكِبَ دابَّتهَ، ومشى في أَزِقَّةِ بغدادَ حتَّى وقفَتْ الدَّابةُ عندَ بابِ مسجدٍ . فقالَ لعلَّهُ في الدَّاخلِ، فدخَلَ، فوجدَ رجُلاً يبكي ويُناجي ربَّهُ أنْ يُفرِّجَ كربَهُ ويُقيلَ عَثرتَهُ، فعرِفَ الجنيدُ أنَّه الشَّخصُ المطلوبُ.
فأخذَ مائةَ دينارٍ وأَعطاها للرَّجلِ، فأَخذَها منْه، ولمْ يَشكرْهُ أو يلتفِتْ إليه، وأَخذَ يبكي ويَشكُرَ ربَّهُ.
فقالَ لهُ الجنيدُ: يا أخي إنْ لمْ تقضي النُّقودُ حاجتَكَ، فاسألْ عنِّي في بغدادَ، سيدلُّوكَ عليَّ أنا جنيدٌ البغداديّ.
فردَّ الأعرابيُّ:
أمجنونٌ أنتَ يا جنيدُ؟!
قالَ: لماذا ؟
قالَ: أَتريدُني أنْ أترُكَ الذي أيقظَكَ من نومِكَ لأجلي، وسخَّرَكَ لتَقضيَ لي حاجَتي، وأركضَ خلفَكَ في شوارعِ بغدادَ ..؟؟
………………………..
الحياةُ معَ اللهِ هي الحياةُ
والثِّقةُ باللهِ حياةٌ أخرى فوقَ الحياةِ
ثِقْ به وتوَّكلْ عليه.
اللَّهمَ لا تجعلْ أُنسَنا ولا توكُّلَنا إلَّا عليكَ، ولا تُحوجْنا إلَّا إليكَ.