قَدْ يُنْعِمُ اللهُ بِالْبَلْوَى وَإنْ عَظُمَتْ وَيَبْتَلِى اللهُ بعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَم
فلولا أنه سبحانه يداوى عباده بأدوية المحن والابتلاء، لطَغَوا، وبَغَوْا، وعَتَوْا،
واللهُ سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله
يستفرِغُ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّلَه لأشرفِ مراتب الدنيا،
وهى عبوديتُه، وأرفع ثواب الآخرة، وهو رؤيتُه وقُربه ومِن عِلاجها:
أن يعلم أنَّ مرارةَ الدنيا هى بعينها حلاوةُ الآخرة، يَقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارةُ الآخرة، ولأَنْ ينتقل مِن مرارة منقطعة
إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك.
فإن خَفِىَ عليك هذا، فانظر إلى قول الصادق المصدوق: “حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارهِ،
فسبحان من يرحم ببلاءه ويبتلي بنعماءه
زاد المعاد – الجزء الرابع
ابن القيم “رحمه الله تعالى”