المعنى اللّغويُّ الأساسُ للفعلِ (( أتى )) هُوَ: جاءَ بسهولةٍ
ومِنَ المعاني الَّتي وردَتْ في القرآنِ للفعلِ أتى ومُشتقَّاتِهِ :
1- في قولِهِ تَعالى: {أَتى أَمْرُ اللَّهِ } [النحل/ 1] ، وقولِهِ:
{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ } [النحل/ 26] ، أي: بالأمرِ والتَّدبيرِ
2- والإتيانُ يُقالُ للمجيءِ بالذَّاتِ وبالأمرِ وبالتّدبيرِ، ويُقالُ في الخَيرِ وفي الشرِّ وفي الأعيانِ والأعراضِ،
نَحوَ:{وَجاءَ رَبُّكَ} [الفجر/ 22] و قولِهِ تَعالى: {إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} [الأنعام/ 40]
3- وقولِهِ: {لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى} [التوبة/ 54] ، أي: لا يتعاطونَ.
4- والإِيتاءُ: الإعطاءُ ، وخصَّ دفعَ الصَّدقةِ في القرآنِ بالإيتاءِ، نحوَ: {وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ } [البقرة/ 277] ،
{وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ }[الأنبياء/ 73] ،
{وَ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً} [البقرة/ 229] ،
{ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ } [البقرة/ 247] .
5- وكلُّ موضعٍ ذُكِرَ في وصفِ الكتابِ «آتينا» فهوَ أبلغُ مِن كلِّ موضعٍ ذُكِرَ فيهِ «أوتوا» ،
لأنَّ «أوتوا» قد يُقالُ إذا أوتيَ من لم يكنْ منهُ قبولٌ،
وآتينَاهم يُقالُ فِيمن كانَ منهُ قبولٌ ومثالُهُ :{ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً} [البقرة/ 25] ، وقالَ:
{فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها } [النمل/ 37] ،
وقالَ: {وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً } [النساء/ 54] . [ مفرداتُ القرآنِ للرَّاغبِ الأصفهانيِّ بتصرُّفٍ ]
6- ومِنْ معانِيها المَجَازِيَّةِ أيضاً كما وردَ في أساسِ البَلاغَةِ للزمخشريِّ: أتى إليه إحساناً إذا فَعَلَهُ. ووعْدُ اللهِ مأتيٌّ. وأتيتُ الأمرَ من مأتَاهُ ومأتَاتِهِ أي مِن وجْهِهِ.
وأتى عليهمُ الدَّهرُ: أفنَاهُم. ويُقَالُ: ما أتيتَنَا حتَّى استَأتينَاكَ إذا استبطَؤوهُ. تقولُ: الموتُ طريقٌ مِيتاءُ ،
وسيلٌ أتيٌّ. وتقولُ: فلانٌ كريمُ المُواتَاةِ، جميلُ المُواساةِ. وهذا أمرٌ لا يُواتيني. وتأتِي لهُ أمرَهُ إذا تسهَّلت لهُ طريقتهُ.
أ . يونس يونس