الله هذا الاسم الكريم: عَلَمٌ على الذات المقدّسة التي نُؤمن بها ونعمل لها ونعرف أن منها حياتنا وإليها مصيرنا[1].
الله: هو علمُ الذاتِ الإلهية الواجب الوجود[2] المـُستحِقُّ لجميع المحامد وهو أعرف المعارف.
الله: هو سيّدُ الأسماء الإلهية المطلقة بحقٍ، فلله الأسماء الحسنى قد جُمعت وانطوت في كلمة: «الله» فإن قلت: يا الله ، فقد ناديته بجميع أسمائه و صفاته، قال الإمام أبو حنيفة:
الله: اسم الله الأعظم [3]الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب، ومعناه: المعبود بحقٍّ المستغني عن كل ما سواه و المفتقِر إليه كل ما عداه.
وإليك كلمات توجز وتشرح لنا من هو الله سبحانه وتعالى و أوصي بها القارئ والناشئ في طاعة الله بحفظها وتكرارها وتسمى: رسالة التوحيد للشيخ فخر الدين بن عساكر .
قال الشيخ فخر الدين بن عساكر رحمه الله تعالى: اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف: أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه.
خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما.
جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ. لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ.
ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ.
حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ. يعلمُ ما في البرّ والبحرِ، وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين.
أحاط بكلّ شيءٍ علمًا .وأحصى كلَّ شيءٍ عددًا، فعالٌ لما يريدُ. قادرٌ على ما يشاءُ.
له الملكُ وله الغِنَى وله العزُّ والبقاءُ ولهُ الحكمُ والقضاءُ ولهُ الأسماءُ الحسنى
لا دافعَ لما قضى. ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ. ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ.
لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا. ليس عليه حقٌّ –يلزمُهُ- . ولا عليه حكمٌ.
وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ. وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسألُ عما يفعلُ وهم يسألونَ.
موجودٌ قبل الخلقِ ليس له قبلٌ ولا بعدٌ ولا فوقٌ ولا تحتٌ ولا يَمينٌ ولا شمالٌ
ولا أمامٌ ولا خلفٌ. ولا كلٌّ. ولا بعضٌ.
ولا يقالُ متى كانَ .ولا أينَ كانَ .ولا كيفَ كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ.
لا يتقيَّدُ بالزمانِ .ولا يتخصَّصُ بالمكان. ولا يَشغلُهُ شأنٌ عن شأن.
ولا يلحقُهُ وهمٌ. ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ. ولا يتخصَّصُ بالذهنِ .
ولا يتمثَّلُ في النفسِ. ولا يُتصوَّرُ في الوهمِ. ولا يُتكيَّفُ في العقلِ.
[2] ومعنى واجب الوجود أي لأنه لا يحتاج لمن يوجده أولاً و لأن كل الموجدات تحتاج له لكي توجد ، ويقابله: جائز الوجود كوجود العالَم والمخلوقات ، ومستحيل الوجود كوجود شريك لله.
[3] وقال ابن عابدين عن معنى لفظ الجلالة الله:” فاختلفوا أسرياني هو أم عربي؟ اسم أو صفة؟ مشتق؟ أو علم أو غير علم؟ . والجمهور على أنه عربيٌّ عَلَمٌ مرتَجَلٌ من غير اعتبار أصل منه”. [حاشية ابن عابدين 1/7]
وقال السفارينيّ: «اللّه» علم للذّات الواجب الوجود لذاته، المستحقّ لجميع الكمالات، وهو مشتق عند سيبويه، واشتقاقه من أَلِه إذا تحيّر، لتحيّر الخلق في كُنه ذاته تعالى وتقدّس. وقيل: من لاه يليه إذا علا، أو من لاه يلوه، إذا احتجب، وهذا الاسم عربيّ عند الأكثر، وزعم بعضهم أنّه معرّب، فقيل: عبريّ وقيل: سريانيّ. [شرح منظومة الآداب 1/ 10].
من كتاب أنوار إيمانية في ظلمات المادية لمحمد يسر الشماع
1 Comment
جزاك الله خير