المعروف اختصارًا بـ «أنتوني فلو»، والمشهور سابقًا بـ«حارس مرمى الإلحاد»، الذى عاش بين عامي 1923 -2010، حرص على تسجيل شهادته الأخيرة بخروجه من حظيرة الإلحاد إلى نور الإيمان، قبل 6 سنوات من رحيله، عبر كتاب مُهم جدًا يحمل عنوان: «هناك إلهٌ»، رصد فيه حيثيات تحوله من إنكار وجود الإله إلى الإيمان بأنه يستحيل ألا يكون لهذا الكون ربٌ حكيمٌ قديرٌ يدبر أمره!.
والطريف أن أولئك الذين كانوا يحتذون بإلحاد «أنتوني فلو»، ويؤمنون بكل كتاباته، اتهموه يوم صدور كتاب «هناك إله»، وانقلابه على إلحاده، بالتخريف والتجديف وزعموا إصابته بـ«الزهايمر»، بعدما ظلوا مؤمنين بكتبه الثلاثين التى تنكر الألوهية، غير أن العاقبة تبقى دائمًا وأبدًا بالخواتيم!.
ولا شكَّ في أنَّ تجربة «أنتوني فلو»، التي دامت أكثر من نصف قرن في الإلحاد، وتأليفه عديد الكتب التي تؤيد الفكر الإلحادي، وخوضه مئات المناظرات التي تدافع عن الإلحاد، ثم تحوله بعد كل هذه السنين إلى الإيمان بوجود الإله، لابد أن يضفي كل ذلك مصداقية كبيرة على ما سيقوله في كتابه الأخير والأهم، وتكمن أهميته في هدم كل ما أورده في كتبه السابقة من براهين فاسدة وأدلة متهافتة وحُجج هابطة، أغوتْ صغار العقول وضعاف النفوس الذين لم يملكوا جرأة مراجعة موقفهم كما فعل كبيرهم الذى علمهم الإلحاد!.
ويقول «أنتونى فلو»: «خلال أكثر من خمسين سنة لم أنكر وجود إله فحسب، بل أنكرتُ أيضًا وجود حياة بعد الموت، ومحاضراتي التي سجلها كتاب (منطق الفناء) والتي تمثل خلاصة رحلتي مع الفلسفة التحليلية شاهدة على ذلك»،
مضيفًا: «قلتُ في بعض كتاباتي الإلحادية المتأخرة: إنني وصلتُ إلى نتيجة بشأن عدم وجود إله بصورة متعجلة جدًا، وبشكل مبسط جدًا، ولكن تبين لي فيما بعد أنها كانت أسبابًا خاطئة جدًا، لقد كررتُ استخدام هذه النتيجة الخاطئة بشكل متكرر ومُفصل في مناقشاتي وكتاباتي».
ولا شك في أن المقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج فاسدة وخاطئة.
“على مدى الأربعين سنة الماضية اكتشفت علوم الحياة أسرار الخلية، واستلزم ذلك من عشرات الآلاف من الأشخاص تكريس أفضل سنوات حياتهم، وتجسَّدت نتيجة كلّ هذه الجهود المتراكمة لدراسة الخلية في صرخة عالية تقول: إنّه التصميم المُوَجَّه الرشيد؛ وهو ما يؤدي حتماً إلى التسليم بوجود الخالق المُبدع”.
بيجوفيتش في كتاب “الإسلام بين الشرق والغرب” كان مدركاً لضرورة الاتساق بين الدين والعلم كسبيل لمقاومة الإلحاد، لأن الانفصال بينهما لا يعني سوى أن
“يرتكس الدين في التخلف، ويتجه العلم إلى الإلحاد”،
وصاغ الألماني الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1932 ” فيرنر هايزنبيرغ” ذلك ببراعة عندما قال:” إن أول جرعة من كأس العلوم الطبيعية سوف تحوّلك إلى ملحد، ولكن في قاع الكأس، ستجد الله في انتظارك”.
أخصائي في علم الحيوان والحشرات ـ حاصل على شهادة دكتوراه من جامعة كاليفورنيا ـ أستاذ علم الحياة ورئيس القسم بجامعة فرنسيسكو متخصص في دراسة أجنة الحشرات والسلامند والحشرات ذوات الجناحين
قال :”لو أن جميع المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من الأدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبعد عن التحيز الذي ينظرون به إلى نتائج بحوثهم ، ولو أنهم حرروا عقولهم من سلطان التأثر بعواطفهم وانفعالاتهم فإنهم سوف يسلّمون دون شك بوجود الله وهذا هو الحل الوحيد الذي يفسّر الحقائق ، فدراسة العلوم بعقل منفتح سوف تقودنا ــ بدون شك ــ إلى إدراك وجود السبب الأول الذي هو الله .
وقال: ((إن جميع عجائب الصنع ورموزه البديعة تضطرنا إلى الاعتقاد بوجود خالق حكيم وراء المادة )).
(عالم الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية ـ حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جونز بكنز ــ أستاذ فسيولوجية بجامعة مينيسوتا ــ أستاذ الكيمياء الحيوية الزراعية بجامعة مينيسوتا)
قال : للعالم المشتغل بالبحوث العلمية ميزة على غيره، إذا استطاع أن يستخدم هذه الميزة في إدراك الحقيقة حول وجود الله
ــ فالمبادئ الأساسية التي تستند إليها الطريقة العلمية التي تجري بحوثه على مقتضاها ــ هي ذاتها دليل على وجود الله وقد ينجح كثير من رجال العلوم الذين لا يدركون هذه النقطة في أعمالهم كعلماء ولا ينبغي أن نعتبر هذا النجاح مناقضاً للحقيقة التي أشرنا إليها
فالنجاح في دراسة العلوم يعتمد تماما على استخدام أسلوب معين ولا يتوقف بعد ذلك على مدى تقدير العالم للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها هذا الأسلوب
2 Comments
There is definately a lot to find out about this subject. I like all the points you made
بوركت جهودكم بالنشر التوعوي المسند علميا