الشّيخُ أحمدُ الشّامي مفتي دوما مع السارق :
نزلَ سارقٌ إلى بيتهِ فماذا فعلَ معهُ؟
كانَ بيتُ الشّيخِ في سوقٍ قديمٍ في دوما، وكانَ للشيخِ غرفةٌ على السّوقِ مباشرةً، وكانَ يبيعُ فيها القماشَ، وللغرفةِ بابٌ يوصلُ إلى داخلِ الدّارِ..
في إحدى اللّيالي وبينما كانَ الشّيخُ نائمًا، سمعَ صوتَ حركةٍ داخلَ الدّكانِ..
فقامَ وفتحَ بابَ الدّكانِ، وأشعلَ الضّوءَ، فإذا بهِ يرى رجلًا واقفًا على سلَّمٍ، وهو يُنزِلُ بعضَ الثّيابِ ويرميها على الأرضِ ليسرقَها..
فلمّا أحسَّ السّارقُ بالشّيخِ أصابَهُ رعبٌ شديدٌ، وكادَ يسقطُ من أعلى السّلّمِ..
فأمسكَ الشّيخُ لهُ السّلمَ، وقالَ لهُ: يا بنيَّ لا تخفْ تمهَّلْ حتّى لا تسقط
فلمّا نزلَ، أخذَ الشّيخُ بيدِهِ وأجلسَهُ على كرسيّ، وطَمْأَنَهُ وهدَّأَ من روعهِ،
ثمَّ دخلَ الشّيخُ إلى البيتِ، وأحضرَ إبريقًا من الشّاي، وجلسَ يشربُ معهُ الشّاي، وأصبحَ الشّيخُ يتكلّمُ معهُ ويلاطفهُ
ثمَّ قالَ لهُ: واللهِ يا بُنيّ أنا أجْدَرُ بالاعتذارِ إليكَ، واللهِ أنا مُقصِّرٌ في حقكِ، ولو كنتُ أعلمُ أنّكَ فقيرٌ ومحتاجٌ لأتيتكَ إلى بيتِكَ..
ثمَّ قامَ الشّيخُ وأخذَ الأثوابَ التي كانَ هذا الرجلُ قدْ ألقاها من الأعلى، ثمَّ بدأَ يقصُّ من كلِّ واحدٍ منها عدّةَ أمتارٍ، ثمَّ طواها لهُ، وأخرجَ مبلغًا كبيرًا من النقودِ، وأعطاهُ النّقودَ والثّيابَ
يقولُ الشّيخُ أسامةُ الرّفاعي: سمعتُ هذهِ القصّةَ من بعضِ أهلِ دوما ومن أبناءِ الشّيخِ..
فسألتُ الشّيخَ عن هذهِ القصّةِ، فقالَ لي الشّيخُ:
واللهِ هذا الرجلُ أفضلُ مني (يقصدُ هذا السّارق)، فبعدَ هذهِ الحادثةِ بعدّةِ أيامٍ إذا بهذا الرجلِ قدْ جاءَ إلى المسجدِ ليحضرَ الدّرسَ..
وأصبحَ من الملازمينَ للمسجدِ ولدروسِ الشّيخِ حتّى لقيَ اللهَ عزَّ وجل.