<< الحقوق تضيع بفساد العدالة >>
جاء رجل إلى محل دجاج ومعه دجاجة مذبوحة يريد تقطيعها …
فطلب منه صاحب المحل تركها و العودة بعد ساعة لأخذها.
مرَّ قاضي المدينة على صاحب محل الدجاج و قال له : أعطني دجاجة.
فأجابه: ليس عندي إلا هذه الدجاجة، وهي لرجل سيرجع ليأخذها.
فقال القاضي : أعطني إياها و إذا جاءك صاحبها قل له: إن الدجاجة طارت، فإن اعترض دعه يشتكي و لا يهمّك.
ثم أخذ القاضي الدجاجة وذهب.
و جاء صاحب الدجاجة إلى محل الدجاج كي يأخذ دجاجته، فأخبره صاحب المحل بأنها طارت.
فغضب صاحب الدجاجة و قال : هل أنت مجنون؟ لقد أحضرتها و هي مذبوحة فكيف تطير و هي ميتة ؟
هيَا نذهب للقاضي، حتى يحكم بيننا ويظهر الحق …
وأثناء ذهابهم للقاضي مرُّوا بمسلمٍ و يهودي يقتتلان فأراد صاحب محل الدجاج أن يفصل بينهما و لكن إصبعه دخل في عين اليهودي ففقأتها.
تجمع الناس و أمسكوا بصاحب محل الدجاج و جرّوه إلى عند القاضي…
وعندما اقتربوا من المحكمة أفلت منهم وهرب ودخل مسجداً وصعد فوق المنارة فلحقوا به…
فقفز من فوق المنارة و وقع على رجل كبيرٍ فمات الرجل.
جاء ابن الرجل ولحق بصاحب محل الدجاج وأمسكه هو وباقي الناس وذهبوا به إلى القاضي
فلما رآه القاضي تذكر حادثة الدجاجة وضحك ، هو لا يدري أن عليه ثلاث قضايا:
عندما علم القاضي بالقضايا الثلاث أمسك رأسه و جلس يفكر، ثم قال :
دعونا نأخذ القضايا واحدة واحدة… نادوا أولاً على صاحب الدجاجة
قال صاحب الدجاجة: هذا سرق دجاجتي و قد أعطيته إياها و هي مذبوحة، و يقول: أنها طارت، كيف يحدث هذا يا سيدي القاضي ؟؟
قال القاضي: هل تؤمن بالله، قال: نعم ،
قال القاضي : يحيي العظام و هي رميم … فما لك شيء عند الرجل…
احضروا المدعي الثاني.
جاء اليهودي و قال: هذا الرجل فقأ عيني …! فقال القاضي لليهودي : العين بالعين و السن بالسن، لكن دية المسلم لأهل الذمة النصف …! يعني نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عيناً واحدة للمسلم !!!
فقال اليهودي : لا لا أنا أتنازل عن الادعاء عليه.
فقال القاضي : أعطونا القضية الثالثة.
جاء ابن الرجل المسن الذي توفي وقال: هذا الرجل قفز على والدي من فوق منارة المسجد وقتله …!
فقال القاضي :اذهبوا بالمتهم إلى نفس المكان، و اصعد أنت فوق المنارة و تقفز عليه …!
فقال الشاب: لكن يا حضرة القاضي إذا ما تحرك يميناً أو يساراً يمكن أن أموت أنا
قال القاضي: و الله هذه ليست مشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يميناً أو يساراً ؟
فقال الشاب: لا لا أريد شيئا منه وأتنازل عن الادعاء عليه.
فالحقوق تضيع بفساد العدالة