لا تَعترِض على أمرِ الله
<< لا تنظُر إلى القِصَّةِ في النِّهاياتِ فتِّشْ عنِ البِدَاياتِ لِتَفْهَمَ عَن الله البَلاءَ والعَطاء >>
عن بعض الكتب الإسرائيلية: أن نبياً من أنبياء بني إسرائيل كان يجلس على قمة جبل، فرأى فارساً وبيده صُرة مال، وأتىٰ على بئرٍ فوضع الصرة على حافة البئر ونزل فشرب، ثم نسي المال وانصرف، فجاء راعي غنم يسقي غنمه فوجد المال فالتقطه، وسقى الغنم وانصرف، ثم جاء رجلٌ شيخٌ كبير، فجاء البئر بعد انصراف الراعي فشرب وجلس، وتذكر الفارس مالَه فرجع، فوجد ذلك الرجلَ يجلس على حافة البئر، قال: أين المال؟!
قال: ما أعرف شيئاً
قال: المال معك. ولم يشك الفارس أنه التقط المال، فلما أنكر الرجلُ أخرج الفارسُ رمحاً وقتله،
فقال النبي عليه السلام: أيُقْتَل البريء ويفر الآخذ؟!
فأوحى الله عز وجل له: إنّ لي حكمةً جَلَّت؛ أما هذا المال فكان مِلْكاً لوالد الراعي أعطاهُ والدَ الفارس، ولا يدري الراعي ولا الفارس
وأما هذا الذي قُتِل؛ فإنه قتل أبا الفارس، فسلطت ولي الدم عليه، فأخذ بثأر أبيه
فبَكىٰ ذلك النبي وقال: لا أعود…!
ذكر يحيىٰ بن عاصم الغرناطي في كتاب: (جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضىٰ)