سوء الظن
<< شككتُ بجاري في سرقةِ جوَّالي وساءَت ظُنوني بِه >>
فقدت موبايلي، فاشتبهت بجاري أنه قد سرقه مني، فبدأت أراقبه باهتمام شديد..
كانت مشيته مشية سارق موبايلي..!
وكلامه كلام سارق موبايلي ..!
وحركاته توحي بأنه سارق موبايلي..!
أمضيت تلك الليلة حزينًا ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بأي طريقه أواجهه؟ ولكنني في الصباح الباكر عثرتُ على موبايلى..
لقد كان ابني الصغير قد وضعه فى مكان غير الذى اعتدت أن أضعه فيه، نظرت إلى جاري في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئًا يشبه سارق موبايلي، لامشيته، ولا كلامه، ولا إشاراته ..!
وجدته كالأبرياء تمامًا، فأدركتُ بأني أنا من كان اللص..! لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهرًا أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلًا بريئًا منها ..!
تُرَى كم من برئٍ سرقنا منه أمانته وذمته بسوء ظننا؟..
كم من بيوتٍ هُدِّمتْ، وأطفال ساء حالها بسوء الظن؟..
كم من صديق أضعناه بسوء الظن ؟..
أخي: تمهل ولا تتعجل في الشك أو الظن فإن بعض الظن إثم.”
أستغفرك ربي وأتوب إليك…