ربَّ كلمةٍ تقولُ لصاحبِها دَعْني …
ألا رُبَّ قولٍ قدْ جرى مِن مُمَازحٍ فساقَ إليهِ الموتَ في طرَفِ الحبلِ
يُقالُ أنَّ النَّعمانَ بنِ المنذرِ مَلِكِ الحيرةِ خرجَ ذاتَ يومٍ تَتْبَعُهُ حاشيتُهُ حتَّى مرُّوا على تلَّةٍ، فوقفَ عندها النُّعمانُ وصارُ يتأمَّلُ الطَّبيعةَ من حولِهِ …
عندها تقدَّمَ إليهِ رجلٌ من الحاشيةِ فقالَ ذلكَ الرَّجلُ: تُرى يا مولاي لو ذُبِحَ أحدُهم على سفحِ تلكَ التَّلَّةِ إلى أينَ سيسيلُ دمَهُ؟!
ففكَّرَ النُّعمانُ لبُرهةٍ ثمَّ قالَ: واللهِ ما المذبوحُ إلَّا أنتَ …!
وسنرى إلى أينَ سيصِلُ دمُكَ؟!
فأمَرَ بهِ فذُبِحَ على رأسِ التَّلّةِ
فقالَ رجلٌ من الحاشيةِ : رُبَّ كلمةٍ تقولُ لصاحبِها دعْني
ألا رُبَّ قولٍ قدْ جرى من مُمَازحٍ فساقَ إليهِ الموتَ في طرَفِ الحَبلِ
فإنَّ مُزاحَ المرءِ في غيرِ حينِهِ دليلٌ على فرْطِ الحماقَةِ والجهلِ !
……………………………………………..