- ومن أجلِها قالَ السلطانُ العادلُ محمود نور الدين زنكي: أَستَحي مِنَ اللهِ أن أَتَبَسَّمَ وبيتُ المقدسِ في الأسرِ. وفي رواية قال: كيفَ أَبتسمُ والمسجدُ الأقصى راسفٌ في قيودِ الذلِّ والهَوانِ، تحتَ سنابكِ خيلِ الأعداءِ؟”
كتاب تذكير النفس بحديث القدس واقدساه للدكتور العفاني
- ومن أجلِها شمخَ صلاحُ الدِّين برأسِه وأعدَّ عدَّتَه ورَبّى جيلاً صالحاً لِيحرِّرَ أرضَ الأقصى، وقد نصرَه اللهُ وفتحَ بيتَ المقدس. فقالَ بحقّه المستشرقُ البريطاني ستانلي لين بول: “لقد أجمعَ الناسُ على أنَّ صلاحَ الدّينِ كان نادرَ المثالِ في أخلاقِه، فهو– بلا شك – طاهرُ النفسِ، شجاعٌ، رقيقُ الطبعِ، لينُ الجانبِ، رحيمُ الفؤادِ، زاهدٌ في الدنيا، مجاهدٌ، ليس فيه كِبر، بل فيه بساطةٌ وورعٌ”.
- ومن أجلِها صاحَ المظفَّرُ قُطُز صيحتَه الشهيرة (وا إسلاماه) ونزلَ ساحةَ القتالِ بنفسِه في معركةِ (عين جالوت)، وألقى خوذتَه على الأرضِ، تعبيراً عن إقبالِه على الشهادةِ، ورفعاً لمعنوياتِ جيشِه، وهو يطلقُ صيحتَه الشهيرة: «وا إسلاماه» وظلَّ يقاتلُ ماشياً إلى أن أَتوهُ بفرسٍ فردَّها فلامُوهُ على ذلك، فقال قطز في يقينٍ رائع: «أمّا أنا كنتُ أَروحُ إلى الجنّةِ، وأمّا الإسلامُ فلهُ ربٌّ لا يضيّعُه»
- ومن أجلها ضحّى السلطانُ عبدُ الحميد بعرشِه وملكِه، لما طَلب منه (هرتزل) تسهيلَ الإجراءات والسماحِ لليهودِ بالهجرة لفلسطين، فردَّ عليه السلطانُ العثماني قائلاً: “لا أستطيع بيعَ حتى ولو شبر واحد من هذهِ الأرض؛ لأنَّ هذه الأرض ليس مُلكاً لشخصي بل هي ملكٌ للدولة، نـحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكبِ الدماءِ والقوةِ، ولن نسلّمَها لأحدٍ إلا بسكبِ الدماءِ والقوّةِ، واللهِ لئن قطّعتُم جسدي قطعةً قطعة، لن أتخلّى عن شبرٍ واحدٍ من فلسطين”.
وليتبروا ما علوا تتبيرا، للشيخ عمر الأشقر، ص13
- ومن أجلِها انتفضَ أبناءُ الحجارةِ يحمِلُون حصَى أرضِهم وترابها ليَرمُوا بها وجوهَ الدُّخلاء الغاصبين.
من أجلها استشهد مئات الأطفال والنساء بل آلاف الشهداء
من أجلها استشهد الطفل محمد الدرة أيقونة انتفاضة الأقصى
من أجلها حوصرت غزة لأكثر من خمس عشرة سنة واستُهدفت مشافيها ومدارسها ومساجدها
من أجلها ذرفت عيون المسلمين بل العالم الحرّ وصلت لها مساجدهم وكنائسهم
إنها فلسطين إنها الأقصى إنها بيت المقدس إنها الأرض المباركة نبض كل مسلم موحد