- إنها أرضُ فلسطين والبيت المقدس الذي من أجله تشدُّ الرِّحال وتحنّ له أفئدة الزهاد والعبّاد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: ((لَا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إِلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الرَّسولِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، ومسجدِ الأقصَى)) متفق عليه.
- إنّها أرضُ فلسطين والبيت المقدس الذي تتضاعف فيه أجور الصلوات، فعن أبي ذرّ -رضي الله عنه- قال: تذاكرنا ونحن عند رسول اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم أيُّهما أفضل: مسجدُ رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم أو مسجد بيت المقدس، فقال رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه، ولنعمَ المصلَّى، ولَيُوشِكنَّ أن لا يكونَ للرجلِ مثل شَطَنِ فرَسهِ من الأرضِ، حيثُ يَرى منه بيتَ المقدسِ خيرٌ له من الدنيا جميعاً، أو قال: خيرٌ من الدنيا وما فيها)) رواه الحاكم
- إنّها أرضُ فلسطين وبيت المقدس الذي غفر اللهُ لمن صلّى فيه، فعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلم قال: ((لَمَّا فَرَغَ سُلَيمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدسِ سألَ اللَّهَ ثلاثاً: حُكْماً يُصَادِفُ حُكمهُ، ومُلكاً لا يَنبغي لَأحدٍ مِن بَعدِهِ، وأَلَّا يَأتيَ هذا المسجدَ أَحدٌ لا يُريدُ إِلَّا الصَّلاةَ فيهِ إِلَّا خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَيومِ ولَدَتهُ أمّهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أمَّا اثنتانِ فقَد أُعطيَهما وأرجُو أن يكونَ قد أُعطيَ الثَّالثةَ)) رواه النسائي وابن ماجه.
- إنّها فلسطين، أرضُ بيتِ المقدسِ، وبيتُ المقدس أرضُ المحشَرِ والمنشَرِ، عن مَيمونةَ مَولاة النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت: يا نبيَّ اللَّهِ أَفتِنا في بيتِ المقدسِ فقالَ: ((أرضُ المَنشَرِ والمَحشَرِ ائتوهُ فَصلُّوا فيهِ، فإنَّ صلاةً فيهِ كألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ، قالَت: أَرأيتَ مَن لم يُطِقْ أن يتحمَّلَ إليهِ أو يَأتيَهُ؟ قالَ فَليُهدِ إليهِ زَيتاً يُسرَجُ فيهِ، فإنَّ مَن أهدى لهُ كانَ كَمن صلَّى فيهِ))، رواه الأمام أحمد
- إنّها أرضُ فلسطين وبيت المقدس، موطنُ الطائفةِ المنصورةِ الظاهرين على الحقِّ إلى يومِ الدّينِ، فعَن أبي أُمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي على الحقِّ ظاهرينَ لِعدُوّهم قاهرينَ لا يَضرُّهُم مَن خالَفَهم إلَّا ما أصابَهم من لَأْوَاءَ، حتَّى يأتيَهم أمرُ اللَّهِ وهُم كذلكَ، قالُوا: يا رسولَ اللَّهِ، وأينَ هُم قالَ ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدِس)) رواه الأمام أحمد
- إنّها فلسطين من الشام الأرض التي دعا لها رسولُ الله بقوله: ((اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شامِنا وفي يَمَنِنا)) رواه البخاري. وقالَ عليهِ الصلاةُ والسلام: ((يا طُوبَى لِلشّام، يا طُوبَى لِلشّام، يا طُوبَى لِلشّام، قالوا يا رسولَ الله وبمَ ذلك؟ قالَ: تلكَ ملائكةُ اللهِ باسطوا أجنحَتِها على الشام)). رواه الترمذي
- حُقَّ للكتَّاب والمؤرِّخين والزائرين أن ينعتوا القدس ومقدَّساتها بأجمل النُّعوت، ومِن ذلك ما وصفَها به أبو شامة المقدسي، إذ قالَ في المسجدِ الأقصى: «فما أجلَّهُ وأعظمَهُ، وأشرَفهُ وأفخمَهُ، وأعلاهُ وأجلاهُ، وأسماهُ وأسناهُ، وأيمنَ بركاتِه، وأبرَكَ ميامنَه، وأحسنَ حالاتِه، وأحلى محاسنَه، وأزيَنَ مباهجَه، وأبهَج مزاينَه، وقد أظهر اللهُ طُولَه وطَوْلَه بقوله: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: ١]»
الروضتين في أخبار الدولتين النوريَّة والصلاحيَّة لأبي شامة: (3/ 338).