كنت قد طلبتُ من أستاذنا الشيخ أبي عبد الله محمد حسن هيتو حفظه الله تعالى – فتواه بشأن الدخان – وأنا بصدد إعداد هذا الكتاب- فوصلني منه- أيده الله – في مساء الأربعاء 12 من المحرم الحرام 1420 الموافق ل 28/4/1999 ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فإن أضرار الدخان لم تعد خافية على أحد ، وقد خرجت من طور الظن إلى طور اليقين ، فكل ستة من المدخنين يموت واحد منهم بسرطان الرئة ،إلى جانب ما يصاب به كل مدخن من الأضرار القطعية في رئته وجسمه .
وبناء على ذلك : فإن كل القواعد الفقهية تدل على تحريمه ، وإذا كان الفقهاء قد قالوا بتحريم تناول القليل من السم – وإن كان لا يؤدي إلى الموت- فأن يقولوا بتحريم الدخان لضرره المؤدي إلى الموت أو الأمراض الخطيرة من باب أولى .
وإني لم أصرح بتحريمه إلا أني أوافق وأقرر كل من قال به .
وأزيد على ذلك فأقول: لو لم يعتقد المدخن تحريمه فإنه يحرم عليه تناوله بين الناس، لا سيما الذين لا يدخنون، لما يلحق بهم من الأذى.
وإذا كان الفقهاء قد حرموا مزاحمة الناس في الطواف، أو على تقبيل الحجر، لما فيه من الأذى، فأن يكون ما يلحق بهم الأمراض الخبيثة – من السرطان وغيره بسبب التدخين بينهم – حراماً من باب أولى . والله ولي التوفيق. وكتبه محمد حسن هيتو ص163