مما قاله في شؤم الدخان : [ص364]
هذا وإن مما يبكي كثرة انكباب الناس على التدخين وشبهه شيوخا و شبابا و صبيانا ونساء وبنات سواء الغني منهم والفقير الذي يؤثره على رغيف الخبز وبسببه اتخذت المقاهي المشتملة على كثير من المعاصي وذهب جل مال الأمة وكثرت الأمراض وانتشرت وتحكم الكثير من الأطباء بالفقراء فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وقد اطلع كثير من الكفار على مضاره وخبثه فمنعوه من بلادهم والمسلمون حتى الآن يجري بينهم النزاع في شانه وينتصر له من يستعمله أو يجالس من يستعمله خوفا من لحوق العار هيهات هيهات لا تخفى الشمس على ذي عينين سالمتين فاللهم وفق المسلمين للتعاضد على منعه واستقذاره.
ص368
قال العلامة العارف بالله الفقيه المالكي القاريء الجامع أحمد بن المبارك المغربي السلجماسي اللمطي المتوفى 115هـ – 1742م تلميذ الشيخ عبد العزيز الدباغ -قدس الله سره – في كتابه الإبريز من كلام سيدي الغوث عبد العزيز الدباغ
الدخان -المعروف بطابة – حرام لأنه يضر بالبدن ولأن لأهله ولاعة به تشغلهم عن عبادة الله وتقطعهم عنه ولأنا إذا شككنا في شيء أحرام هو أم خلال؟ ولم نجد فيه نصا عن النبي ﷺ نظرنا الى أهل الديوان من أولياء الله تعالى وهم أهل الدائرة والعدد فإن وجدناهم يتعاطون هذا الشيء علمنا أنه حلال وإن وجدناه لا يتعاطونه ويتحامون عنه علمنا أنه حرام وإن كان بعضهم يتعاطاه وبعضهم لا يتعاطاه نظرنا الى الأكثر فإن الحق معه وأهل الديوان لا يتعاطون هذا الدخان ولأن الملائكة تتأذى بريحه
ولا يعلم خطر نفور الملائكة إلا من له بصيرة فبأي وما مثاله إلا كمن جيء يه الى موضع العدو وبلاد اللصوص ثم عزل عن سلاحه فبأي شيء يلقى العدو حينئذ
ص379
تحريم الأستاذ الفقيه الدكتور الشيخ مصطفى ديب البغا -حفظه الله تعالى-
﷽
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد: فلقد أخبرني الأستاذ الشيخ الدكتور محمد ياسر القضماني حفظه الله تعالى ونفع به: أنه كتب مؤلفا في الدخان عنوانه التدخين [داؤه دواؤه] ووصل الى نتيجة [حرمة الدخان ] لما قرره الأطباء الناصحون غير المبتلين بالتدخين له من الأضرار وما ثبت في الشرع من القواعد الفقهية التي توضح الكثير من الآيات الأحاديث في بيان أحكام لم ينص عليها ومنها (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام ) وعدم التفريق فيما هو ضار بين القليل ومنه والكثير دل على ذلك قوله ﷺ (ما أسكر كثيره فقليله حرام) وما عرفت من أحد يقول من مدمني التدخين أن التدخين من الطيبات بل كلهم يقرر أنه من الخبائث والله تتعالى يقول (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) فأنا أقرر ما توصل إليه الأخ الباحث من حرمة الدخان في كل الأحيان وللأسف أن من ينتشر التدخين ومنه الأركيلة لدى الكبار والصغار والنساء والرجال
والله تعالى نسأل أن يحمينا من كل ضار ويهدينا سواء السبيل حت نلتزم شرعه على الوجه الأكمل والصحيح.
ص384
تحريم العالم الفاضل المربي المقريء الشيخ محمد نعيم عرقسوسي حفظه الله
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بغحسان الى يوم الدين وبهد
فقد أصدر أخونا الفاضل الدكتور الشيخ محمد ياسر القضماني كتابه النافع أخطار التدخين في عام 1999 من القرن الماضي بعد أن وجد وباء التدخين قد انتشر انتشارا مخيفا وخاصة بين المراهقين وصغار السن بله البالغين والكبار والناس في تعاطيه فريقان غريق لا يرى فيه بأساً ولا أن عليه في تعاطيه حرجاً ذاك أنه لم يصله على وجه الجزم أن حكمه التحريم أو بلغه أن الخطب فيه يسير والأمر فيه هيِّن لايعدو أن يكون مكروها وأعتقد أنه هو الشي المعبر عن الترويح عن النفس ,انه يريحه من الضغط النفسي والشدة و التي تنتابه الى آخر ما هنالك من التعليلات الواهية.
وفريق يعرف مخاطره ,اضراره غير أنه قد غلبت عليه شهوة الدخان واستحكمت عادته فيه فيتوهم أنه لا يستطيع الإقلاع عنه ولا التخلص من تعاطيه وليس الأمر كما توهم.
فألف الدكتور محمد ياسر هذا الكتاب كاشفا فيه عن وجه الصواب .
مبينا هذه حقيقة هذه النبتة الخبيثة نبتة التبغ والتنباك وما فيها من السموم وما تفضي إليه من الهلاك مستندا في ذلك الى تقارير أهل الاختصاص من الأطباء وغيرهم .والى نتائج المختبرات والدراسات والإحصاءات التي كشفت عن الآثار الخطيرة لهذه النبتة
وما تسببه من أضرار بليغة بدنية ونفسية واجتماعية ومالية ثم أورد في حكم التدخين ما أفتى به العلماء من المذاهب الأربعة وكبار الصوفية ومن العلماء المعاصرين من تحريمه وقد أتيح لي الحضور في مجلس ضم كبار علماء الشام كالدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ وهبي الغاوجي والشيخ هشام البرهاني والدكتور إبراهيم السلقيني رحمهم الله تعالى وغيره وأفتوا جميعا بحرمة التدخين وكتبوا في ذلك محضرا ووقعوا عليه زكان ذلك قبل المحنة على بلادنا وقد أضاف الدكتور محمد ياسر القضماني الى فتاوى العلماء فوائد جليلة ومسائل مهم جعلن كتابه أشبه بموسوعة علمية حافلة بأطراف هذا الموضوع المهم مضيئة جميع جوانبه لتترسخ لدى القارء قناعة تامة بخطر التدخين ودائه الوبيل وشره المستطير وأن حكمه التحريم.
إن هذا الكتاب يظهر بجلاء غيرة مؤلفه على هذا الجيل وخشيته من أن يصيبه هذا الداء الوبيل أو أن يقع في هذا البلاء الذي قد يكون بداية لوباء أعظم
فجزى الله تعالى المؤلف خير الجزاء كفاء ما بذل واجتهد وقدم وجعل ذلك في صحيفة أعماله يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم
12 كانون الثاني 1019