(فاحذرْ سوء فتنته) فإنَّه عدوٌ لك عداوة عامة قديمة، فاتخذهُ عدواً لك في عقائدك وأفعالك، وكنْ على حذرٍ منه في مجامع أحوالك، فقد قال الله تعالى:
(إنَّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً)
وقد عادى أباكَ آدم عليه السلام.
تنامُ عنه ولا ينام عنك، وتغفلُ عنه ولا يغفلُ عنك، لم يزلْ مجتهداً في هلاكك في نومك ويقظتك، وسرِّك وعلانيتك، فأَلْزِمْ قلبك معرفته،
واحذر منه في الحق والباطل بلا غفلة منك، وحاربه بأشد المحاربة، وجاهده بأشد المجاهدة، سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً في كل ما دعاك إليه من الخير والشر.