الشبهة وردها بالفصيل:
الحجابُ كبتٌ للطّاقةِ الجنسيَّةِ:
الشبهة:
قالوا: إنَّ الطَاقةَ الجنسيَّةَ في الإنسانِ طاقةٌ كبيرةٌ وخطيرةٌ، وخطورتُهَا تكمُنُ في كبتِهَا، وزيادةُ الضّغطِ يولّدُ الانفجارَ، وحجابُ المرأةِ يغطّي جمالها، وبالتالي فإنّ الشبابَ يظلّونَ في كبتٍ جنسيٍّ يكادُ أن ينفجرَ أو ينفجرُ أحيانًا على شكلِ حوادثِ الاغتصابِ وغيرها، والعلاجُ لهذهِ المشكلةِ إنّما يكمنُ في تحريرِ المرأةِ من هذا الحجابِ لكي ينفّسَ الشبابُ الكبتَ الذي فيهم، وبالتّالي يحدثُ التّشبّعُ لهذهِ الحاجةِ، فيقلُّ طبقًا لذلكَ خطورةُ الانفجارِ بسببِ الكبتِ والاختناقِ.
الرد:
1- لو كانَ هذا الكلامُ صحيحًا لكانتْ أمريكا والدول الأوربيةُ وما شاكلها هي أقلُّ الدولِ في العالمِ في حوادثِ الاغتصابِ والتّحرّشِ في النساءِ وما شاكلها من الجرائمِ الأخلاقيَّةِ، ذلكَ لأنَّ أمريكا والدول الأوربيّةَ قد أعطَتْ هذا الجانبَ عنايةً كبيرةً جدًا بحجّةِ الحريّةِ الشّخصيّةِ، فماذا كانت النتائجُ الّتي ترتّبَتْ على الانفلاتِ والإباحيَّةِ؟ هل قلَّتْ حوادثُ الاغتصابِ؟ هل حدثَ التّشبّعُ الّذي يتحدّثونَ عنهُ؟ وهل حُميتِ المرأةُ من هذهِ الخطورةِ؟
جاءَ في كتاب ِ”الجريمةُ في أمريكا”: إنه تتمُّ جريمةُ اغتصابٍ بالقوّةِ كلَّ ستَّةِ دقائقَ في أمريكا. ويعني بالقوةِ: أي تحتَ تأثيرِ السّلاحِ.
وقد بلغَ عددُ حالاتِ الاغتصابِ في أمريكا عام 1978م إلى مائةٍ وسبعةٍ وأربعينَ ألفٍ وثلاثمائةٍ وتسعٍ وثمانينَ حالةً، لتصلَ في عام 1987م إلى مائتينِ وواحدٍ وعشرينَ ألفٍ وسبعمائةٍ وأربعٍ وستّينَ حالةً. فهذه الإحصائياتُ تكذّبُ هذه الدعوى
2- إنّ الغريزةَ الجنسيَّةَ موجودةٌ في الرّجالِ والنّساءِ، وهي سرٌّ أودعَهُ اللهُ تعالى في الرّجلِ والمرأةِ لِحِكَمٍ كثيرة،ٍ منها استمرارُ النّسلِ. ولا يمكنُ لأحدٍ أن يُنكرَ وجودَ هذهِ الغريزةِ، ثم يطلبُ من الرجال ِأن يتصرّفوا طبيعيّاً أمامَ مناظرِ التّكشّفِ والتعرّي دونَما اعتبارٍ لوجودِ تلكَ الغريزةِ
3- إنَّ الذي يدّعي أنّهُ يمكنُ معالجةُ الكبتِ الجنسيِّ بإشاعةِ مناظرِ التبرُّجِ والتعرّي لِيَحدثَ التشبّعُ فإنّه بذلكَ يصلُ إلى نتيجَتَينِ:
الأولى: أنّ هؤلاءِ الرّجالَ الّذينَ لا تُثيرهم الشّهواتُ والعَوراتُ الباديةُ من فئةِ المخصيّينَ، فانقطعَتْ شهوَتُهم، فما عَادوا يشعرونَ بشيءٍ من ذلكَ الأمرِ.
الثانية: أنَّ هؤلاءِ الرجالَ الّذين لا تُثيرهم العوراتُ الظّاهرةُ من الّذين أصابَهم مرضُ البرودِ الجنسيِّ.
فهل الّذينَ يدَّعونَ صدقَ تلكَ الشّبهةِ يريدونَ من رجالِ أمّتنا أنْ يكونُوا ضمنَ إحدى هاتينِ الطّائفتينِ منَ الرّجالِ؟!