الشبهة وردها بالفصيل:
الحجابُ رمزٌ للغلوِّ والتعصّبِ الطائفيِّ والتّطرفِ الدّينيِّ:
الشبهة:
زعمَ أعداءُ الحجابِ أنّ حجابَ المرأةِ رمزٌ من رموزِ التّطرّفِ والغلوِّ، وعلامةٌ من علاماتِ التنطّعِ والتّشدّدِ، مما يسببُ تنافراً في المجتمعِ وتصادماً بينَ الفئتينِ، وهذا قد يؤولُ إلى الإخلالِ بالأمنِ والاستقرارِ.
الرد:
1- هذه الدعوى مرفوضةٌ من أساسها، فالحجابُ ليسَ رمزاً لتلكَ الأمورِ، بل ولا رمزاً من الرموزِ بحالٍ، لأنَّ الرمزَ ليس لهُ وظيفةٌ إلا التّعبيرُ عن الانتماءِ الدّينيِّ لصاحبهِ، مثلَ الصّليبِ على صدرِ المسيحيِّ أو المسيحيَّةِ، والقلنسوةِ الصغيرةِ على رأسِ اليهوديِّ، فلا وظيفةَ لهما إلا الإعلانُ عنِ الهويةِ. أما الحجابُ فإنّ لهُ وظيفةً معروفةً وحِكَماً نبيلةً، هي السترُ والحشمةُ والطهرُ والعفافُ، ولا يخطرُ ببالِ مَن تلبسهُ من المسلماتِ أنّها تعلنُ عن نفسها وعن دينِها، لكنّها تطيعُ أمرَ ربّها، فهو شعيرةٌ دينيّةٌ، وليسَ رمزاً للتطرّفِ والتنطّعِ.
ثمَّ إنَّ هذه الفريةّ التي أطلقوها على حجابِ المرأة ِالمسلمةِ لماذا لم يُطلقوها على حجابِ الرّاهباتِ؟! لماذا لم يقولوا: إنَّ حجابَ اليهوديّاتِ والنّصرانيّاتِ رمزٌ للتعصّبِ الدّينيِّ والتّميّزِ الطّائفيِّ؟! لماذا لم يقولوا: إنَّ تعليقَ الصّليبِ رمزٌ من رموزِ التّطرّفِ الدّينيِّ وهو الذي جرّ ويلاتِ الحروبِ الصّليبيّةِ؟! لماذا لم يقولوا: إنَّ وضعَ اليهوديِّ القلنسوةَ الصّغيرةَ على رأسهِ رمزٌ من رموزِ التّطرفِ الدينيِّ وبسببهِ يحصلُ ما يحصلُ من المجازرِ والإرهابِ في فلسطينَ المحتلَّةِ؟!
2- إنَّ هذهِ الفريةَ يكذّبها التاريخُ والواقعُ، فأين هذه المفاسدُ المزعومةُ والحجابُ ترتديهِ المرأةُ المسلمةُ منذُ أكثرَ من أربعةِ عشرَ قرناً؟!
3- إنَّ ارتداءَ المرأةِ للحجابِ تمَّ من منطلقٍ عقديٍّ وقناعةٍ روحيّةٍ، فهي لم تُلزَم بالحجابِ بقوّةِ الحديدِ والنّارِ، ولم تدعُ غيرَها إلى الحجابِ إلا بالحكمةِ والحججِ الشرعيَّةِ والعقليَّةِ، بل عكسُ القضيَّةِ هو الصّحيحُ، وبيانُ ذلكَ أنَّ إلزامَ المرأةِ بخلعِ حجابها وجعلَ ذلكَ قانوناً وشريعةً لازمةً هو رمزُ التعصّبِ والتّطرفِ اللّادينيّ، وهذا هو الذي يسبّبُ التصادمَ وردودَ الأفعالِ السّيئة، لأنهُ اعتداءٌ على الحريّةِ الدّينيّةِ والحريّةِ الشّخصيّةِ.