الشبهة وردها بالفصيل:
التبرُّجُ أمرٌ عاديٌّ لا يلفتُ النَّظرَ:
الشّبهةُ:
يدّعي أعداءُ الحجابِ أنَّ التبرُّجَ الّذي تبدو بِه المرأةُ كاسيةٌ عاريةٌ لا يُثيرُ انتباهَ الرّجالِ، بينما ينتبهُ الرّجالُ عندما يرونَ امرأةً متحجِّبةٍ حجابًا كاملاً يسترُ جسدَها كلَّه، فيريدونَ التعرّفَ على شخصيَّتها ومتابعتِها؛ لأنّ كلَّ ممنوعٍ مرغوبٌ
الرد:
1- ما دامَ التبرّجُ أمرٌ عاديٌّ لا يلفتُ الأنظارَ ولا يستهوي القلوبَ فلماذا تبرّجَت؟! ولمن تبرّجتْ؟! ولماذا تحمّلَتْ أدواتِ التّجميلِ وأجرةِ الكوافير ومتابعةِ الموضات؟!
2- وكيف يكونُ التبرّجُ أمرًا عاديًا ونرى أنَّ الأزواجَ ـ مثلاً ـ تزدادُ رغبتُهم في زوجاتِهم كلّما تزينَّ وتجمّلْنَ، كما تزدادُ الشهوةُ إلى الطّعامِ كلّما كانَ منسّقًا متنوعًا جميلاً في ترتيبِهِ ولو لم يكن لذيذَ الطّعمِ؟!
3- إنَّ الجاذبيَّةَ بينَ الرجلِ والمرأةِ هي الجاذبيّةُ الفطريَّةُ، لا تتغيّرُ مدى الدّهرِ، وهي شيءٌ يجري في عروقِهما، وينبهُ في كلٍّ من الجنسينِ ميولَهُ وغرائزَهُ الطبيعيَّةَ، فإنَّ الدَّمَ يحملُ الإفرازاتِ الهرمونيةَ من الغددِ الصمّاء المختلفةِ، فتؤثّرُ على المخِّ والأعصابِ وعلى غيرِها، بل إنَّ كلَّ جزءٍ من كلِّ جسمٍ يتميَّزُ عمَّا يشبههُ في الجنسِ الآخر؛ِ ولذلكَ تظهرُ صفاتُ الأنوثَةِ في المرأةِ في تركيبِ جسمها كلّه وفي شكلِها وفي أخلاقِها وأفكارها وميولِها، كما تظهرُ مميّزاتُ الذكورَةِ في الرّجلِ في بدنِه وهيئتهِ وصوته وأعماله وميوله. وهذه قاعدةٌ فطريَّةٌ طبيعيّةٌ لم تتغير من يومِ خلقَ اللهُ الإنسانَ، ولن تتغير حتّى تقومَ الساعةُ.
4- أودعَ اللهُ الشّبقَ الجنسيَّ في النفسِ البشريَّةِ سرًّا من أسرارِه، وحكمةً من روائعِ حكمهِ جلَّ شأنه، وجعلَ الممارسةَ الجنسيّةَ من أعظمِ ما ينزعُ إليه العقلُ والنفسُ والروحُ، وهي مَطلبٌ روحيٌّ وحسيٌّ وبدنيٌّ، ولو أنَّ رجلاً مرّتْ عليهِ امرأةٌ حاسرةٌ سافرةٌ على جمالٍ باهرٍ وحُسنٍ ظاهرٍ واستهواءٍ بالغٍ ولم يلتفت إليها وينزع إلى جمالها يَحكمُ عليهِ الطّبُّ بأنَّهُ غيرُ سويٍّ وتنقصهُ الرّغبةُ الجنسيّةُ، ونقصانُ الرغبةِ الجنسيّةِ ـ في عرفِ الطّبِّ ـ مرضٌ يستوجبُ العلاجَ والتّداوي.
5- إنّ أعلى نسبةٍ من الفجورِ والإباحيةِ والشّذوذِ الجنسيِّ وضياعِ الأعراضِ واختلاطِ الأنسابِ قد صاحبَت خروجَ النساءِ متبرجاتٍ كاسياتٍ عارياتٍ، وتتناسبُ هذه النسبةُ تناسبًا طرديًا مع خروجِ النساءِ على تلكَ الصورةِ المتحلّلةِ من كلِّ شرفٍ وفضيلةٍ، بل إنَّ أعلى نسبةٍ من الأمراضِ الجنسيّةِ ـ كالأيدز وغيره ـ في الدولِ الإباحيّةِ الّتي تزدادُ فيها حريّةُ المرأةِ تفلّتًا، وتتجاوزُ ذلكَ إلى أن تصبحَ همجيّةً وفوضى، بالإضافةِ إلى الأمراضِ والعُقدِ النفسيّةِ الّتي تُلجئُ الشّبابَ والفتياتِ للانتحارِ بأعلى النّسبِ في أكثرِ بلادِ العالمِ تحلّلاً من الأخلاقِ
6- أمَّا أنَّ العيونَ تتابعُ المتحجبَةَ الساترةَ لوجهها ولا تُتابعُ المتبرِّجةَ فإنَّ المتحجِّبةَ تشبهُ كتابًا مغلقًا، لا تعلمُ محتوياتِهِ وعددَ صفحاتِه وما يحملهُ من أفكارٍ، فطالما كانَ الأمرُ كذلكَ، فإنّهُ مهما نظرنا إلى غلافِ الكتابِ ودقّقنا النّظرَ فإنّنا لن نفهمَ محتوياتهِ، ولن نعرِفَها، بل ولن نتأثّرَ بها، وبما تحملُه من أفكارٍ، وهكذا المتحجبةُ غلافُها حجابُها، ومحتوياتُها مجهولةٌ بداخله، وإنَّ الأنظارَ التي ترتفعُ إلى نورِها لترتدَّ حسيرةً خاسئةً، لم تظفرْ بِشَروَى نقيرٍ ولا بأقلّ القليلِ.
أمّا تلكَ المتبرجةَ فتشبهُ كتابًا مفتوحًا تتصفّحه الأيدي، وتتداولُه الأعينُ سطرًا سطرًا، وصفحةً صفحةً، وتتأثّرُ بمحتوياتهِ العقولُ، فلا يُتركُ حتى يكونَ قد فقدَ رونقَ أوراقهِ، فتثنّتْ بل تمزّقَ بعضُها، إنّه يصبحُ كتابًا قديمًا لا يستحقُّ أن يوضعَ في واجهةِ مكتبةِ بيتٍ متواضعةٍ، فما بالنا بواجهةِ مكتبةٍ عظيمةٍ؟!