4- قال النووي: وهذا الذي قاله الشافعيُّ ليس معناهُ أنَّ كلَّ واحدٍ رأى حديثاً صحيحاً قال: هذا مذهبُ الشافعيِّ، وعَملَ بظاهرِه, وإنّما هذا فيمن له رتبةُ الاجتهاد في المذهبِ على ما تقدّمَ من صفتِه أو قريبٍ منه وشرطُه أن يغلبَ على ظنّهِ أنّ الشافعيَّ -رحمه الله- لم يقف على هذا الحديثِ أو لم يعلم صحتَه وهذا إنّما يكونُ بعدَ مطالعةِ كتبِ الشافعيِّ كلّها ونحوها من كتبِ أصحابِه الآخذينَ عنه وما أشبهها، وهذا شرطٌ صعبٌ قَلَّ مَن يتّصفُ به وإنّما اشترطُوا ما ذكرنا؛ لأنّ الشافعيَّ-رحمه الله- تركَ العملَ بظاهرِ أحاديثٍ كثيرةٍ رآها وعَلِمَها, لكن قامَ الدليلُ عندَه على طعنٍ فيها أو نسخِها أو تخصيصِها أو تأويلِها أو نحوِ ذلك.
المجموع شرح المهذب – ط المنيرية 1/64